بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ربما يحتج علينا علماء الفلك، وربما يعترض خبراء الأنواء الجوية، فالشمس تجري لمستقر لها بتقدير العزيز الحكيم، ولها مدارها وكواكبها، ورياحها النجمية، وجسيمات تياراتها المنبعثة من أفرانها، التي حملتها الينا العواصف الشمسية، فجذبها الغلاف المغناطيسي لجنوب العراق. حيث قفزت معدلات الحرارة في الظل عند منتصف النهار إلى 55 درجة مئوية، لتسجل اعلى المعدلات، لكن حممها النارية سقطت على ما يبدو فوق البصرة، وحولت شوارعها إلى براكين ملتهبة بالأسفلت المنصهر، في حين اندلعت حرائق الغابات في أسبانيا وجنوب غرب فرنسا نتيجة موجة عابرة ضربتها من دون قصد، فتخطت حاجز الاربعين مئوية. إذ سجلت عدة دول في غرب أوروبا أعلى درجات الحرارة في تاريخها خلال السنوات العشر الأخيرة. .
يقولون ان المستوى القياسي السابق في بريطانيا، الذي يعود إلى 25 تموز / يوليو 2019 بلغ 38,7 درجة مئوية في عز النهار، لكن هذا المستوى من القراءة المنخفضة في حسابات البصرة يمثل معدلاتها الطبيعية بعد منتصف الليل. .
اما إذا توجهنا جنوباً نحو مدينة الفاو فاننا نقترب تماماً من كوكب عطارد، وهو أقرب الكواكب إلى الشمس، وربما تراودك الشكوك بأن كوكب البصرة صار بديلا لكوكب الزهرة في قربه من الشمس. .
لقد خلعت هولندا ملابسها كلها، وتوجهت نحو شواطئ الأرض المنخفظة، بينما انقطع التيار الكهربائي جنوب العراق، وارتفعت أعمدة الدخان من حقول النفط والغاز، وتراكمت السحب السوداء فوق ضفاف شط العرب، فانخفضت عندنا معدلات الاوكسجين إلى ما دون مستوى الاستنشاق البشري. .
يقولون ان إرتفاع معدلات الاختناق بسبب انخفاض الأكسجين ستمحو معظم الحياة على الأرض خلال مليار سنة، لكن مؤشرات هذا الانخفاض سجلت الآن أرقاماً قياسية في أجواء البصرة، فالانخفاض الحاد في مستويات الأكسجين داخل غلافنا الجوي سيؤدي في غضون السنوات القادمة إلى القضاء على معظم الحياة في البصرة. .
أغلب الظن اننا سنموت من القهر قبل الموت بسبب صعوبة التنفس، وذلك بسبب مؤشرات الانهيار التي تغلغلت في كيان الدولة الرخوة، في ظل هذه الفوضى السياسية العارمة التي وضعت العراق في مهب الريح. .
والله يستر من الجايات