بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
إن كنت لا تدرى بما آلت إليه أحوال أهوارنا المتدهورة فتلك مصيبة بيئية وإنسانية وتراثية من اعظم المصائب، وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم عشرات المرات، لأنه من غير المعقول ان تتعالى الصيحات العالمية لإنقاذ أهوارنا من دون ان نلمس مبادرة عراقية فاعلة وجادة لإنقاذ هذا الفردوس الجميل من الضياع ؟. .
فقد دقت منظمة (الفاو) نواقيس الخطر، ودعت الى إتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التغيرات المناخية التي عصفت بالأهوار، ثم جاءت مطالبات السفير الألماني (مارتن ياغر) لتحرج الجهات العراقية المعنية بشؤون الأهوار في بيان رسمي أكد فيه أن البيئة والتراث الثقافي لاهوار العراق في خطر، على الرغم من انها محط اهتمام وإعجاب العالم كله، مؤكداً في بيانه على اهمية إيجاد الفرص الاستثمارية المناسبة للشباب في السياحة البيئية والزراعة. وطالب في بيانه دول الجوار (ايران وتركيا) للدخول في حوار حول التوزيع العادل للموارد المائية لحماية هذا النظام البيئي الفريد. .
تأتي مطالبات السفير الألماني متزامنة مع نداءات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، التي أكدت فيها أن الأهوار لا تستطيع الانتظار، وانها معرضة للجفاف، فقد شهد الوضع المأساوي للمجتمعات الريفية الجنوبية تدهوراً حاداً، وخاصة مربي الجواميس الذين يعانون من انخفاض مستويات المياه غير المسبوقة في المناطق التي تهدد سبل عيشهم ووجودهم المجتمعي. فقد أصبحت الأهوار واحدة من أفقر المناطق في العراق، وواحدة من أكثر المناطق تضررا من تغير المناخ ونقص المياه، مما تسبب في آثار كارثية على سبل العيش لأكثر من 6000 أسرة ريفية إذ أنهم فقدوا جواميسهم، وهي أصولهم الحية الفريدة. .
من المؤسف ان تتواتر التحذيرات من كل حدب وصوب، بينما لا نرى اي تحرك عراقي مؤثر ومنتج على الساحة المحلية، ولا نلمس أي تحرك يسهم في إنقاذ أهوارنا المهددة بالزوال. .