بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ما الذي جناه المتخاصمون في العراق حتى الآن من عداواتهم المتجذرة ؟، وما الذي استفاده الشعب العراقي من طروحاتهم المتقاطعة مع بعضهم البعض ؟. ومتى يتصالحون سياسيا مع أنفسهم ؟، ومتى يتعاملون بتلقائية مع خصومهم دون تكلف، ودون تصنع، ودون مباهاة ؟، ومتى يحققون الرضا والقناعة السياسية التي تصب في مصلحة العراق ؟. .
لقد نفذ صبر الشعب العراقي، ولم يعد يمتلك القدرة على تحمل تداعيات نزاعاتهم المتجددة، ويتعين على أقطاب العملية السياسية أن يتصالحوا مع ذاتهم. فالتسامح هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا، التي تواجهنا سواءً على الصعيد الوطني أو الإقليمي لأنه يحررهم من عقدهم الموروثة، ويطلق سراحهم نحو مستقبل أفضل .
فالتسامح له خصائص ومزايا ومنافع، وربما يصلحون به عثراتهم. اما العناد ورفض التصالح فسببه مشاعرهم السلبية التي تزداد يوماً بعد يوم لتتحول إلى هاجس مقلق يضر بالمصالح العامة، فإذا كان السياسيون يتقاطعون مع خصومهم في شتى المواضيع، فهل معنى ذلك أن نظل أسرى لمشاعره السلبية ؟. .
لا مناص من المصالحة الوطنية التي تمثل لنا الأولوية القصوى نحو ضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي. فمصلحتنا الوطنية تقتضي حواراً عميقاً وشفافاً ومباشراً بين القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة. .
الشعب العراقي كله يتطلع الآن لمجلس النواب لكي يطلق رؤيته الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية. فالعراق الآن في أمس الحاجة إلى الجهود الوطنية الصادقة للخروج من دائرة التدخلات الأجنبية والتبعية، ولا سبيل لذلك إلا بمصالحة وطنية تُعلى على مصلحة الكيانات المتعنتة. .
لقد عانينا كثيرا من الفرقة والقطيعة والانقسام والتنافر والتناحر، وليس امامنا من حلول سوى التسلح بعزيمتنا وإرادتنا. .
فالمصالحة هي الخطوة الوطنية الصحيحة نحو الانفراج والاستقرار والرخاء. .
والله من وراء القصد . .