بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
بات واضحا اننا نقف على حافة الانهيار وسط هذه الفوضى السياسية العارمة، التي عصفت بكل شيء، ونسفت القواعد والدساتير والأعراف. .
حكومة متخبطة، وجموع هائجة، وسلاح منفلت بيد العشائر والميليشيات، وغياب تام للأمن والاستقرار، وحدود منتهكة، وأجواء مستباحة، وأرض صارت مسرحا لتصفية حسابات دول الجوار، وكيانات سياسية تخلت عن وطنيتها وأضحت تتلقى أوامرها من خارج البلاد، ووزارات تعبث كيفما تشاء بلا رادع وبلا وازع، وأبواق إعلامية خبيثة لا هم لها سوى التشويش على الرأي العام. وخدمات مفقودة تماما، فلا ماء ولا كهرباء. ومدراء بلا أخلاق، وحقوق ضائعة، وتشريعات منتهكة، وفضائيات غارقة في تطبيق فلسفة القرود في التهريج ونشر ثقافة التفاهة، ومنصات للتواصل تسعى معظمها لتهديم أركان البلد وقلب عاليه سافله. .
بلد بلا قيادة موحدة بسبب تعدد القيادات وكثرتها وتناحرها وتنافرها. وكيانات متخاصمة مع نفسها. .
بلد يؤتمن فيه الخائن، ويخوّن فيه الأمين، ويكّذب فيه الصادق، ويصدّق فيه الكاذب، وتتحكم به رويبضات مريضة، لا تعبأ بما يحدث، ولا تهتم بما يدور. .
لقد تحولت مدننا الآن الى اسواق مفتوحة للمتاجرة بكل أنواع المخدرات، وتحولت مؤسساتنا الى قنوات للتكسب وهدر المال العام، وتعطلت كل المشاريع الزراعية والصناعية والتجارية والاستثمارية. .
بلد تبوأ المواقع المتخلفة بكل جدارة واستحقاق في قوائم التصنيف العالمي، وانقطعت علاقته بكل المنظمات الدولية، وادرج اسمه في لوائحها السوداء. .
وبانتظار معرفة ما سترسو عليه سفينتنا سيظل العراق غارقا فى الفوضى والاضطراب في مشهد محزن لا يمر بخيال أكثر المتشائمين، فما يحدث في مدننا وأريافنا من معارك طاحنة تدور رحاها الآن بين العشائر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسقوط القتلى والجرحى فى غياب كامل للدولة، التي فقدت قدرتها على السيطرة، وعجزت عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، هو الدليل المؤلم على انهيار هيبتها وتردي سلطان قوتها. .