بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
اغلب الظن انكم تعرفون الرمز السومري إنليل (Enlil)، الذي هو في حقيقة الأمر من الرموز الدالة على قوة الرياح والهواء والأرض والعواصف. لكنكم لا تعلمون ان هذا الرمز السومري صار عنوانا لمركز التنبؤات الفضائية، وهو المركز التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهذه الإدارة مرتبطة بوكالة ناسا للفضاء. .
فقد اختارت وكالة ناسا هذا الرمز السومري ليمثل الواجهة العلمية المعنية بفيزياء الغلاف الشمسي، والتنبؤ بطقس الفضاء، وتقديم التحذيرات المسبقة حول هياكل الرياح الشمسية، وانبعاثاتها الكتلية الإكليلية الموجهة نحو الأرض (CMEs)، التي تسبب العواصف المغناطيسية، وتسبب الاضطرابات الشمسية المعطلة للاتصالات، والباعثة على الفوضى في الأنظمة المغنطيسية الأرضية، وتشكل خطراً داهماً على عمل الأقمار الصناعية. يرتبط مركز (انليل) أيضاً بمرصد ترومسو الجيوفيزيائي (TGO)، ويرتبط بالمركز النرويجي لطقس الفضاء (NOSWE). .
ما أكثر الرموز التاريخية في العراق، وما أروعها، ولكن بمجرد حديثك عنها واهتمامك بها تتحول في نظر المتخلفين إلى مادة للسخرية والتندر، فقد حمل العراق عبق التاريخ والتراث الإنساني النبيل منذ آلاف السنين، ولا شك أن من ليس لهم في تاريخهم رموز إنسانية يحاولون استعارتها، فكيف هو الحال مع أرض الرافدين التي تُحسد على ما لديها من رموز تاريخية شامخة تستحق التكريم والتقدير، فكل مجتمع إنساني حين يُعنى برموزه وتراث مبدعيه يعلي من شأنه، ويقدم لأجياله نماذج إنسانية جديرة بالاهتمام. .
لكن رموزنا تواجه الإهمال والنسيان مع مرور الزمن. أذكر (من نافلة القول) انني عندما وضعت نموذجين كبيرين للثور المجنح في بوابة صالة نينوى بمطار بغداد الدولي، سارع مدير سلطة الطيران المدني (علي خليل) إلى إزالتهما، والتخلص منهما بمجرد انتهاء مدة استيزاري، ثم حاول التخلص من النصب التذكاري لبطل ملحمة الطوفان (گلگامش) لولا تدخل امينة العاصمة، والاغرب من ذلك ان البرلمان العراقي شهد وقفة غاضبة قادها النائب (مازن المازني) ضد السومريين والبابليين دونما سبب. .
ففي الوقت الذي تسارع فيه وكالة ناسا للفضاء الى إحياء ذكرى الرموز التاريخية لمهد الحضارات، يبذل بعض العراقيين قصارى جهودهم لطمس رموزنا وتجاهلها والتهكم عليها. .
ولله في خلقه شؤون. .