بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
من المفارقات العجيبة انك تسمعهم يتحدثون بحماس عن الدكتور (X)، ويحسبونه من جهابذة السياسة في الألفية الثالثة، ومن أصحاب العقول الخارقة في التحاور والتفاوض، لكنك لم تسمع له كلمة أو تغريدة أو مشاركة في مؤتمر أو حلقة نقاشية، ولم يظهر في لقاء متلفز، أو في مناظرة منقولة على الهواء، ولم يسبق ان قرأت له مقالة، وليس له أي مؤلفات، بل يكاد لا يتكلم مع احد. وليس عنده سوشيال بوليتكال كوبرهنشن. ثم تكتشف فيما بعد ان الاسم الذي يحمله ويُعرف به ليس اسمه الحقيقي، واللقب الذي يؤطر اسمه به ليس لقبه.
لكنهم يعدونه من الأساتذة الكبار في العلوم والفنون والآداب، ومن الخبراء الجيواستراتيجيين فى كل المسائل والقضايا الدولية شديدة التعقيد. ويمتلك الحلول الفورية الناجعة لكل الازمات والصراعات المتفجرة حول شبه جزيرة تايوان، أو في القرم وإقليم الدونباس، مروراً بالجهات الممولة لعمليات القرصنة والسطو المسلح على السفن في القرن الإفريقي. ويستطيع الافتاء في معظم المشاكل المحلية ابتداءا من أسباب نفوق الاسماء في نهري دجلة والفرات، إلى هجرة طيور الحذاف والخضيري من و إلى هور (اصلين) القريب من إيشان شعيب، في مكان تنصهر فيه خطوط الطول والعرض، وتتمدد تحت وطأة الحرارة المنبعثة من نيران حقل الرميلة. .
قبل بضعة أيام كنت اتحدث عن نموذج من هذه النماذج الكارتونية، فقال لي زميلي: ان رائحة الدكتور (X) لا تُطاق، ومن المحتمل ان يكون سريع الاشتعال شديد الانفعال. .
اللافت للنظر انهم يتكاثرون هذه الأيام بالانشطار، ويشغلون مساحة كبيرة على صفحات الثرثرة المفتوحة. .
وعندنا نموذج آخر تجده في كل الندوات والمؤتمرات واللقاءات، يتحدث دائما عن نفسه، وعن شهاداته التي زادت على 100 شهادة في معظم الفنون البحرية والساحلية والملاحية والمينائية، والتجارة الدولية، وفي ترسيم الحدود والتخطيط للمشاريع الوهمية. . .
والحديث ذو شجون. . .