بقلم : أياد السماوي ..
هل نحن على منهج وعقيدة الحسين وطريقه الذي اختطّه للأحرار والثوار والمظلومين في العالم ؟ أين نحن من سلوك الحسين وصحبه الذي استشهد بين يديه صبيحة العاشر من المحرّم ؟ فهل جلس الحسين في بيته هو وأبناءه وأخوته ليصدر بيانات الثورة ؟ أم كان في المقدّمة هو وأخوته وأبناءه من بني علي وعقيل وجعفر ؟ وهل يجوز لنا ونحن في شهر الشهادة والتضحية والثورة أن نجلس في بيوتنا بين الخدم والحشم وندفع بالآخرين للمهلكة بإسم الإصلاح والثورة والتصدّي للفساد ؟ أهؤلاء الذين اقتحموا مبنى مجلس النواب ينتمون للحسين وثورته ونهضته ومبادئه ؟ أيّ ثورة وأيّ مبادئ وأيّ قيّم هذه التي تهان بها سيادة الدولة بهذا الشكل ؟ ولماذا جلس قائد الثورة في بيته ولم يتقدّم صفوف الثوار هو ووزيره صاحب البيانات المؤجّجة للفوضى ؟ أليس الأولى أن يقدّم قائد الثورة وزيره وثقته كما قدّم الحسين وزيره وحامل رايته أبا الفضل العباس بن علي عليهما السلام وفلذة كبده على الأكبر ؟ وأين هو وزير القائد من القاسم بن الحسن عليه السلام ؟ وهل كانت بيانات الأمام الحسين عليه السلام لأصحابه وأنصاره متناقضة بين اليوم والليلة ؟ هل كان الأمام الحسين حائرا ولا يعرف ماذا يريد ؟ أم كان على بيّنة من أمره هو وأهل بيته وأصحابه ؟ فالذي يدعو للثورة يجب أن يكون كالحسين وأهله في مقدّمة الثائرين , ويضحي كما ضحّى الأمام الحسين حتى برضيعه .. ثمّ بعد هذا كلّه هل كان الأمام الحسين وحزبه جزء من الدولة الأموية الحاكمة وعندما اختلف معها خرج ضدّها ؟ أليست الحكومة القائمة هي حكومتك والدولة هي دولتك يا قائد الإصلاح والثورة ؟ لماذا لم تسحب كبار المسؤولين في حزبك من مناصب الدولة العليا كما سحبت نوابك من مجلس النواب لتعطي مصداقية لثورتك ؟ فالأمام الحسين لم يكن لديه ممثلين وولاة في الدولة الأموية يجلبون له الأموال .. فالحسين يا قائد الإصلاح والثورة هو ثورة ومنهج وسلوك وعقيدة ودرس في التضحية والإباء والشهادة , وأصحابه هم خير البرية علما وإيمانا وتضحية وزهدا في الحياة الدنيا , والحسين ثورة وليس فوضى ..
أياد السماوي
في 06 / 08 / 2022