بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ظلت أرض العراق مسرحا دامياً ومفتوحاً لكل زوابع الدسائس والفتن، التي عصفت بهذه الأرض منذ العصر السومري الأول، وحتى اليوم الذي اشتركت فيه الفضائيات العراقية والعربية في التحريض والطعن والقدح والوشاية والنميمة. وهذا ما حذرنا منه خاتم الانبياء والمرسلين (ص)، بقوله: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم وآباؤكم، فإياكم وإياهم)). فمن معاني الفتنة في القرآن المجيد: إبتلاء الشعوب بمن يتحاملون عليهم، ويسعون للإيقاع بهم ظلما وعدوانا، وقد وردت كلمة فتنة 34 مرة في القرآن، تارة بلفظ (الفتنة) وتارة أخرى بلفظ (فتنة)، ومع ذلك اقتتل المسلمون فيما بينهم في خمسة مواقع، اشهرها فتنة رفع المصاحف على رؤوس الرماح في معركة صفين باقتراح من عمرو بن العاص، لما رأى أن أهل العراق قد ظهروا وانتصروا. .
اما الآن فقد أصبحت الفتنة هي الشرارة التي ستقضي على آخر آمالنا في استنشاق هواء الأمن والأمان، بعدما أفنينا أعمارنا نتمنى العيش للحظة واحدة فقط ننعم فيها تحت ظلال وطن يحتضن الجميع بلا فوارق، وبلا معايير طائفية أو عرقية أو حزبية. .
كم تمنيت ان يكرس البرلمانيون جهودهم لتشريع قانون يتصدون فيه لزوابع التحريض على الفتن. وذلك على غرار القانون الأمريكي الذي صادق عليه الكونغرس عام 1798 لإنزال أشد العقوبات بالمحرضين على الفتنة باعتقالهم وسجنهم. وقد حققت تلك التشريعات وقتذاك انتصاراً دستورياً ساحقاً ضد المتورطين بفنون تسويق الفتنة. وكان المستهدفون بالمقاضاة في امريكا بموجب قانون التحريض على الفتنة من الذين عارضوا سياستها الخارجية، حتى وصلت العقوبات إلى السجن لمدة عشرين سنة، وغرامة قدرها 10000 دولار، وتم رفع أكثر من ألفي قضية من قبل الحكومة بموجب التعديلات الطارئة على قانون الفتنة لعام 1918، وانتهت أكثر من ألف قضية بالإدانات القطعية. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. .