بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
في العراق شريحة كبيرة من الناس يصدقون الأكاذيب، ويميلون لسماع الأخبار المزيفة، على الرغم من علمهم وقناعتهم بزيفها وبطلانها، وخير مثال على ذلك: ((أكذوبة طائرة الركاب العراقية التي زعموا أنها اضطرت للهبوط في شوارع مدينة سوق الشيوخ بالناصرية بسبب نقص الوقود، وان ربانها تجول بطائرته في شوارع المدينة بحثاً عن محطة للوقود، وسرعان ما عاد بطائرته إلى مطار بغداد سالما غانما بعد التزود بالبنزين المُحسن)). .
والحقيقة ان الطائرة التي ظهرت في الفيلم من الطائرات المشطوبة، وقد تم سحبها إلى ساحة عباس بن فرناس، لكي تكون رمزاً وأيقونة في بوابة مطار بغداد الدولي، لكننا وعلى الرغم من نفينا لهذه الأكذوبة مئات المرات، ظلت تتكرر كل عام، وكلما دعت الحاجة إلى التلاعب بعقول الناس. .
لسنا هنا بصدد الدفاع عن الخطوط الجوية العراقية، بقدر ما نريد الاستشهاد ببعض الطروحات المخادعة حتى لا تتكرر، وحتى لا ينشغل بال الناس بأخبار غير صحيحة. .
وأكذوبة أخرى صنعها المراسل الراحل (أليف عين) عندما نشر صورة مفبركة بأدوات الفوتوشوب، زعم انها بوابة مطار الناصرية، فتطوعت قناة (الشين) لنشرها، وتعزيزها بفيلم لخيمة عسكرية مهجورة، قالوا انها صالة استقبال المسافرين. .
ومن المفارقات العجيبة ان معظم الفضائيات العراقية تشترك في بث الاكاذيب وترويجها، لكنها لم ولن تنشر الاخبار الصادقة التي تبشر بالخير. .
خذ على سبيل المثال خبر الأطفال العراقيين الذين حققوا المراكز المتقدمة في مسابقة الحساب الذهني المقامة في جمهورية مصر العربية. لكن هذا الخبر لم يأخذ استحقاقه في النشر، ولم تجر الفضائيات مقابلة معهم. .
أذكر أيضاً ان وزارة النقل انجزت اربعة جسور شمال شرق البصرة وشمال غربها، ثلاثة منها فوق نهر دجلة، والجسر الرابع فوق نهر الفرات، فتحركت الفضائيات العراقية وقتذاك لتصوير قنطرة صغيرة مقامة فوق ترعة في بساتين البصرة، واظهرتها كنموذج للجسور التي أقامتها وزارة النقل فوق دجلة والفرات. .
يقول إدموند جونكورت: الإنسان لا يريد تصديق الحقائق الواضحة، بل يميل لتصديق الأكاذيب والخرافات. لكننا نقول: ليس من العدل أن تعرف الحقيقة، وتراها بعينك، ثم تستمر بتصديق الأكاذيب. .