بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
أغلب الظن ان لسان حال الشعب يقول: ألم يأن أن يبكي (العراق) على مثلي، ويطلب ثأري البرق منصلت النصل ؟ (مع الاعتذار للشاعر ابن زيدون). صار العراقيون يكررون هذه التساؤلات بقلوب يعتصرها الألم كلما اكتسحتهم زوابع التقلبات المزاجية، وحيثما اهتزت الأرض تحت أقدامهم بفعل تصادمات الأخوة الأعداء، فيقولون: ألم يأن للفرقاء ان يلتفتوا لمصلحة البلد ؟، وما الذي استفدناه حتى الآن من إرهاصات التطرف والتفرد، والانفعالات، والعنجهيات، والعصبيات الفردية تحت نهج المواقف المُصطنعة ؟.
وهل جدران العناد والتعنت، وتعطيل الخدمات تنفعنا بشيء ؟، وتفيدنا في مواجهة التحديات في ظل أجواء الغضب والتوتر، وتحت وطأة ما نمرّ به من أزمات معيشية خانقة قد تودي بنا نحو براكين الهلاك و الضياع ؟. .
ألم تكن السلطات التنفيذية من حصصهم كلهم ؟، ألم تكن مفردات الدستور هم الذين صادقوا عليها بأنفسهم ؟، ألم تكن تلك المفردات قائمة على التعاون والتشاور والشفافية والاصلاح ؟، ألا يفترض بهم جميعاً الأخذ بالأسباب والمسببات ومواجهة الصعوبات، وتحسين ظروفنا المعيشية البائسة ؟. وهل بهذه المواقف المتنافرة نقطف ثمار وحدة القرار ؟، أم بالحوار العقلاني، والتلاحم والمشاركة والتعاون وتبني الحلول الناجعة ؟. .
ألا يعلم المتخاصمون ان 75% من الشعب يقفون الآن مذهولين حائرين وقد ارتسمت على وجوههم علامات الدهشة والاستغراب ؟. .
العراق وطن الجميع بكل شرائحه وطوائفه وقومياته ومذاهبه ومشاربه، والعراق ليس منظمة حزبية، أو جمعية فلاحية، أو وكالة حصرية لتوزيع مواد البطاقة التموينية. .
العراق مهد الحضارات، وأقوم البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة، والعراق مهبط الرسالات السماوية، ودار الخلافة، ومركز الاشعاع العلمي والمعرفي والأدبي، فمن غير المعقول ان يكون مصيرنا تحت تقوسات الجسر المعلق ؟. .
كلنا نشترك بالمسؤوليات التقصيرية إزاء الظلم الذي وقع على الجميع فوق تراب هذا الوطن الطاهر . وكلنا نتحمل أعباء التراكمات الموروثة، والمآسي المتجددة. وكلنا في العراق يفترض ان نسير على مبدأ التعاون المبني على فكرٍ إصلاحي سليم، لا يشطر الجماهير إلى فئتين متنافرتين، فيحترق الأخضر بسعر اليابس، ولا جدوى من ثرثرتنا بعد خراب البصرة. فكل ما هو آت آت. فالعراق اليوم يلفظ آخر انفاسه تحت ركام التقلبات السياسية المزعجة. .
ولات حين مندم. .