بقلم: هادي جلو مرعي ..
إذا تصالح الشيعة أستقامت الأمور، ولو مؤقتا، وها نحن نتجاوز فكرة المنافسة الطائفية التي أكلت الأخضر واليابس، وجعلت جثث العراقيين تتناثر على الأرصفة، ولحومهم تتبعثر على الأبنية والأسفلت، الى رؤية أكثر نضجا مع ظهور جيل شاب ينفض الماضي، ويتطلع الى المستقبل، وحيث لم تعد الخلافات بين الطوائف والقوميات هي التي تشغل وسائل الإعلام، فالخلاف الشيعي الشيعي إذا تم تقنينه وتوجيهه الوجهة الصحيحة قد ينتهي بإتفاق على أولويات وضرورات مع وجود أهل الرأي والحكمة الذين وبقليل من الهدوء والصبر، والمقترحات العملية يمكنهم صناعة ظروف أكثر إيجابية لإصلاح النظام السياسي، وتأهيله، والخروج من عنق الزجاجة دون إهمال مبدأ محاربة الفساد، وإصلاح النظام السياسي، و بينما مازال البعض يعول على المناكفات الإعلامية في مواجهة ضبابية مع أربيل، ويستغلها لمكاسب سياسية، فإننا بحاجة الى وضع إستراتيجية جديدة، وعملية للعلاقة بين المركز والإقليم، فمايجري من تطورات يفضح الكثير من الخبايا، ومنها التلاعب بأفكار ومشاعر عامة الناس الذين ينساقون لتصورات جمعية لايجدون معها حلا لأزماتهم، بل زيادة في تركيز المعاناة والعذابات.
السعودية تدخل بقوة على خط الأزمة العراقية المتصاعدة. وهناك من يقول: إن هدف الزيارة الإطارية هو لإقناع الرياض بالتدخل في حل الأزمة الخانقة لوجود علاقة طيبة لها مع التيار الصدري، لكن ماهو أهم خاصة مع عدم توفر ضمانات كاملة بقبول سعودي، وإحتمال أن يعد التيار ذلك التحرك أستفزازا له حيث لطالما إشتغلت ماكينات إعلامية بالترويج لعلاقة بين التيار والرياض بزعم إنها تشكل خطرا على العراق، هاهي البوصلة تتجه حيث جهة نفوذ إقليمي مهمة، وهو مارفضه التيار مرارا. وكما قلنا فإن الأهم الذي ستستفيد منه السعودية هو إنها لن تتدخل بقوة على فرض قبول مبدأ التدخل، وثانيا ماهو الثمن الذي سيقدمه الإطار الذي يعتبر السعودية خطرا داهما..فوق ذلك والأهم أيضا أن تحدث قناعة جمعية لدى النخب الشيعية بأن السعودية لاتشكل خطرا داهما بقدر ماعلى الساسة الشيعة أن يساهموا في إنتاج منظومة حكم فاعلة ومتماسكة تحول الأزمات الى حلول، وتحقق مكاسب للدولة العراقية بغض النظر عن الدولة التي تقودنا جهتها المصالح والضرورات، ووفقا لمبدأ السيادة والمصالح المشتركة، وإني لأحزن كثيرا حين تنتشر بيننا ثقافة تخويف العراقيين من علاقات ممتازة مع الجارة إيران، أو تركيا، أو السعودية بدلا من تمتين النظام السياسي المستند على قوة الشعب، وليس مصالح القوى الفاعلة النفعية، فلامناص من علاقة جيدة مع الجميع تستند الى قاعدة مباديء عامة دولية، وتوزانات لاتجعل العراق أرضا رخوة، بل مكانا لصناعة مستقبل أفضل، وشراكة ناجحة مع الجميع.