بقلم: حسن المياح – البصرة ..
ما أعظمها وأجلها وأكبرها وأبهاها من مقولة تصدر من لسان أمير وخطيب وعالم ونحرير البلغاء ، وبليغ وإمام الحكمة والقول السليم الخير الصالح ، الإمام المعصوم سيد المتكلمين والحكماء والناطقين علي بن أبي طالب عليه السلام …. لما قالها ، وأهدرها لسانه العقول السؤول حكمة خالدة تشمل البشر عامة ، والإنسان المخلوق بشموله ووجوده الحياتي أينما ومتى ما كان ….. إن من ملك ، أو حكم ، أو تسلط ، أو تبلطج ، أو تصعلك ، أو تسيس ، أو تزعم ، أو نظر اليه على أنه قائد وزعيم ، وعفريت وشيخ المجاهدين …… فإنه يستأثر لزهو أنانيته المريضة ، ونرجسيته المجرمة العابثة ، على أنه المالك الأوحد ، المنفرد المتفرد ، القاهر الظلام إشراقة عنفوان ملكية إستئثار ….. وكل حزب بما لديهم فرحون …. ولما رآه إستغنى ….. بعدما كان هاربآ جبانآ جائعآ مهزومآ خائفآ رعديدآ ، يتسول في شوارع وحارات المهجر ، ويستجدى الرغيف على حاله الأجرد في الكرقات والمقاهي والملاهي والحانات ……. ؟؟؟ ولو عشت أطول وأكثر ، سيريك الدهر والزمان عجبه العجاب ….. !!!
كل كتلة حزبية سياسية في العراق لما تعرض برنامجها ، ومنهاجها ، وورقتها التي بها تتنافس ، وما تريد لفظآ ولقلقة لسان أن تقدمه عطاءآ غشآ وخداعآ للشعب العراقي …. فالسامع يظن أن العراق سيصبح المدينة الفاضلة 《 اليوتوبيا الخيال المجنح الطائر 》 التي ينادي ويبشر بها الفيلسوف اليوناني إفلاطون … حيث يحكمه الفلاسفة السياسيون العملاء المأجورون ، المسؤولون الحكماء التبعية الخاضعون الخانعون المتسولون ، الزعماء الطيبون الناهبون ، القادة الصعاليك الطاهرون ، الأبطال الأنقياء المجاهدون السارقون ، الحاكمون الأحزاب العصابات والمافيات المتقون الفاسدون …… وما شاء الله كان …. وهذا الأمر لا يكون لأنه متعلق بالإنسان ، لا بمشيئة الله سبحانه وتعالى …. فلا تخلطون …. كما هو خلط الصفات والسمات المتناقضة المكتوب سخرية ونكتة مجتمعة صدفة للسادة الحاكمين الذي تقرءون ……
هذه المقولة الحكيمة الفيلسوفة الذهبية التي جلجلها صوت علي عليه السلام الزائر الهصور الجاهر ، تفصح إفصاحآ تامآ مشرقآ عما هي طبيعة وماهية جوانية الإنسان ، والإنسان بطبيعة سلوك نفسه الأمارة بالسوء أنه يكون ميالآ الى الإستبداد لما له ، وفيه ، وتحكمه أنانيته الطاغية الضاغطة الدافعة ، زهو تحقيق رغبات ، وإشباع شهوات النفس الأمارة بالسوء السبعية النزعة في الإمتلاك والتصرف والسلوك والممارسة ….. وهذا هو حال الإنسان لما يترك على دست الحكم ، وكرسي الحاكمية منفردآ ، يتصرف بما يشاء ، لأنه يحس بداخل وجوانية محتوى بناءه الداخلي ، أنه المالك المارد الجبار الذي لا ينافس ، ولا يقهر ، ولا حتى أنه هناك من يقوم بمحاولة إقتراب منه ، لأنه السبع الضاري المستفحل لما يعتز غيضآ ويغضب ….. ولذلك هو يترنم بمقولة 《 بعد ما ننطيها 》الدالة على الطغيان ، والمشيرة الى الدكتاتورية ، والموجهة للإستبداد الفردي المنفرد المنتقم الدجال ….. الذي يحكم بهيل إجرام السلطان الحاكم ، وهيلمان البلطجة الحزبية والمليشياوية المجرمة لما تتجمع لتفترس في إطار تنسيق نظام شريعة غاب ….. ؟؟؟
والعجيب المدهش أن الضحايا《 أفراد وجماعات الشعب العراقي المظلوم المغفل المشدوه الخائر المغلوب الجبان 》 التي تفترس وجبة طعام مائدة —- والبعض منها يسمى ب《 المكون 》سواء كان شيعيآ هذا المكون ، أو سنيآ —- للسبع الجائع الدكتاتور المستهتر الفاغر فاهه الجائف النتن اللاهم الحاكم شريعة الغاب …. ، تراها فرحة مسرورة { كالأطرش بالزفة وليلة العرس ، والفرح والدخلة لغيره } وهي ترقص على أنغام تعذيبها وتهيئتها الى الذبح والسلخ في جزارة حاكمية الطاغية الجلاد المفترس —- الذي يتلمظ لسانه سيل لعاب المنعكس الشرطي وفقآ لتجربة العالم الروسي بافلوف على الكلب الجائع الذي يرن له الجرس ، قبل أن يقدم اليه الطعام ، —- طعم ضحية إفتراس شهية سمينة ترفة ناضجة معدة جاهلة مغفلة مضحوك منها —- الذي يدعى ب《 الزعيم ، والقائد ، والحجي ، ورفيق الدرب ، وصنو الجهاد ، والسيد ، والشيخ ، والمقاتل ، والمجاهد ، وأبو فلان الفلاني سواء كان العشائري منه ، أو الجهادي ، وشيخ المجاهدين ، وكهل المقاومين ، وما الى ذلك من عناوين سفسطة إختراع وإبتكار وإفراز وإفراغ تسميات ما أنزل الله سبحانه وتعالى بها ، ولا لها ، من سلطان ملكية طغيان ، أو حاكمية فرعنة وإستبداد ، أو دكتاتورية تسلط وسلطان إستئثار منحرفة زائفة كاذبة ، زائفة مجرمة حاقدة ، ناهبة منتقمة خادعة 》….
وهذه الضحية 《 الشعب العراقي 》 لو عقلت ، لما سمنت …..
هذا هو العراق الديمقراطي ، وشعبه المظلوم المحروم الساكت القابل الراضي الخانع ، المسلفن تجميد فريزر أميركي محتل ، والمعلب طزاجة بريطانية مستعمرة ، على النكهة الماسونية الصهيونية الحاقدة الشهية المجرمة المفترسة المستوطنة …..