بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
تذكرني الأوضاع المتأرجحة التي نمر بها هذه الأيام بالمثل الدارج الذي يقول: (گرصه لا تثلمين. باگة لا تحلين، واكلي لمن تشبعين). .
وهو من الأمثال الشائعة التي يطلقها الناس عندما تتراكم فوق رؤوسهم الشروط والقيود والتعقيدات التعجيزية، وعندما يصطدمون بجدران العناد والعصيان والتمرد في الوقت الذي تكون فيه كل الأبواب والنوافذ مفتوحة أمامهم ومتاحة بين أيديهم. .
فقد أوصلتنا قطارات الانسداد السياسي إلى السير على سكة وعرة تمتد على خطين متنافرين لا يلتقيان. .
أغلب الظن انكم تذكرون كيف جاءت الدورة الانتخابية الخامسة قبل موعدها المقرر، نزولا عند رغبات أبطال العملية السياسية، فتسارعت خطواتها الانتخابية، واُفرزت أصواتها، وانعقدت اجتماعاتها البرلمانية، لكنها تعطلت منذ بضعة أشهر، ولم يُسمح لها باستئناف أعمالها التشريعية والرقابية، وتحولت قاعات البرلمان إلى كازينوهات شعبية مفتوحة للمعتصمين. .
ثم تعطلت جلسات مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، فتعطلت الاعمال كلها، وتعطلت معها قنوات التصريف، وشمل التعطيل عجلة الانتاج . .
ثم تعالت الأصوات مرة أخرى لخوض جولة انتخابية عاجلة وطارئة لفتح جبهة برلمانية سادسة، في الوقت الذي ترقد فيه الدورة الخامسة في صالة الإنعاش. .
لا يختلف اثنان على تدهور أوضاعنا وسوء أحوالنا، وشعورنا بفقدان الأمن والأمان. .
لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه تحت وطأة القيود والشروط السياسية المتعنتة. هو: كيف السبيل لانتشال العراق من هذا المأزق ؟. ومن ذا الذي يرمي لنا طوق النجاة لانقاذنا من الغرق في بحار العناد السياسي الذي أوصل البلد إلى حالة عدم الإستقرار ؟، آخذين بعين الاعتبار تراكم المخاطر وتكدسها في ظل هذا العناد والمكابرة. وسيبقى المشهد على ما هو عليه طالما استمر العناد، بدلا من البحث عن نقطة التوازن التي تحقق المصالحة الوطنية، وتنهي عملية التدمير الذاتي والاحتراب وسياسة الغلبة. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيء لنا من أمرنا رشدا. .