تحقيق المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
اخبرني صديقي العالم العراقي البروفيسور عادل شريف الحسيني بما يلي :-
كنت في القصر الملكي البريطاني لتسلم جائزة الملكة البريطانية لبحوث المياه في عام ٢٠١٢ وكانت صاحبة الدعوة هي الملكة اليزابيث وبحضورها وبحضور جميع الديوان الملكي !!
و اثناء هذا اللقاء سألني الأمير أدوارد ، دوق مقاطعة كينيت وابن عم الملكة اليزابيث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام و في أية جامعة دَرس؟!
ثم قال :- عندما نبحث في تاريخ العلوم للمسلمين كل شئ يقف عند جعفر الصادق (ع) في العلوم الطبيعية من الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب ….الخ
لأن العلماء المسلمين من أمثال الخوارزمي وابن حيان وابن سينا يقولون علمني جعفر الصادق.
فقلت له :- إن جعفر الصادق (ع) لم يدرس في جامعة تقليدية، بل جامعة ربانية إسمها جامعة محمد (ص )وكتابها القرآن !!
قال:-تقصد أن هذه الأفكار جائت من رؤوسهم، ولم يتعلموها من أحد.
قلت له: نعم.
ثم أخبرته انها إيحاءات ربانية.
ذهب إلى مكان آخر، وبعد حوالي ٢٠ دقيقة عاد يمشي بانتظام في إحدى قاعات القصر، وأنا أراه من بعيد.
لم يتحدث إلى أحد ولم يتوقف حتى وصل بالقرب مني، ودنى أكثر وهمس في أذني.
وقال:- نعم، لابد أن تكون قد أتت من رؤوسهم وأنفسهم ولم يتعلموها من أحد !
عندها اخبرني أنه ينوي زيارتي في الجامعة و يطلع على المختبر الذي أعمل به.
وقبل ليلة من الزيارة قابلت زميل لي وهو برفسور جميل الخليلي Jim Al-Khalili.
وهو عالم مشهور عالمياً في الكتابة عن تاريخ العلوم والحديث حول التطورات العلمية ومقدم برامج مهمة في قناة الـ BBC البريطانية.
جميل عمل برنامج وثائقي حول الإسلام والعلوم لقناة الـ BBC ، وفعلا أنجز عملاً رائعاً وكتب كتاباً ممتعاً.
كما ذكرت قابلت جميل وأخبرته بزيارة الأمير لي في اليوم التالي، وطلبت نسخة من كتابه حول العلوم الإسلامية لتقديمه كهدية للأمير.
فاستجاب لذلك وسجل إهداء ووقعه بنفسه.
في الصباح وعندما دخل الأمير بصحبة رئيس الجامعة وعميد الكلية آنذاك، وقبل أن يصافحني نادى عن بُعد مبتسما.
وقال:- إنك على حق، كل شئ بدأ في الكوفة!
فرددت عليه عن بعد
وقلت له:- كل شيء سوف يُختم بالكوفة كذلك، وسط إبتسامته وابتسامة الجميع، والذي بعضهم ما كان يعرف موضوع الكوفة !!
عندها صافحت الأمير وأعطيته نسخة من الكتاب الذي يتحدث عن مساهمات الإمام جعفر الصادق عليه السلام والكوفة في تأسيس العلوم الطبيعية.
اخذ الكتاب وضمه إلى صدره وقال سوف أقرأ كل صفحة فيه وشكرني على الهدية المعبرة.
قصة لها وقع خاص في نفسي ومعنى كبير وأثر مهم ، ومثلا خالدا للتكامل بين العلم والإيمان .
العلم الحالي والتقدم التكنولوجي هو ثمرة البذرة التي زرعها الإمام الصادق عليه السلام والعلماء المسلمين مثل الخوارزمي وابن سينا وابن حيان وابن الهيثم وابن البيطار وغيرهم في مجال العلوم الطبيعية، وهذا باعتراف علماء الغرب ومؤرخي العلوم الأوربيين !!!
و انا في الختام احب ان اقول متى ياخذ العلماء العراقيين الذين تفتخر بهم دول العالم و تكرمهم … دورهم الحقيقي لبناء العراق الجريح و مثال هؤلاء العلماء العالم الكبير البروفسور الدكتور عادل شريف … و البروفسور الدكتور الكبير رياض الرابح الذي فند اغلب نضريات أينشتاين !!
و لدي قائمة تطول من العلماء الافذاذ من العراقيين الذين لا يسمح لهم ب ( …. ) ؟؟؟