بقلم : حسن المياح – البصرة ..
《 لا يتغير العالم ….. إلا بعد ما يتغير الإنسان ، من خلال تغيير ما بداخله … 》
لما يقدم ويعرض ملتقى الرافدين برنامجآ حواريآ ، عنوانه《 العالم يتغير 》 ، وأضاف البعض تكملة ، وشيش عوازة ، كما يقولون ، وقال 《 والعراق يتغير 》كإضافة للعنوان ، وقد نعت مضيف التكملة بأن عنوان الحلقة والحوار والإجتماع هو ناقص ، ويجب تكملته ، ونورنا بما في جعبته من شنشنات ** خالف تعرف ، لينجذب اليك النظر ** ، وكأنه ( عباس البياتي الذي قال وأضاف التكملة ، وأعتبرها نقصآ ، وقام بألمعية للإفصاح عن إكتشافه الجبار العظيم ) قد شق آفاق السماء تفتق ذهن مكتشف مبتكر مبدع نافذ ، وأنه بلغ الدرجة العلا ، أو هو قاب قوسين ، أو أدنى ، من وصوله الى السماء السابعة إرتقاء وعي وتفكير ، كما هي خلق الله للسموات السبع والأرضين السبع ، اللواتي هن بأجمعهن جزء من موجودات الكون الواسع الفسيح العظيم ، الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بكل إقتدار ، وبلا تعب أو نصب ، في ستة أيام عن عمد ، وبقصد ، ولا أعلم كنه اليوم الذي هو الفترة الزمنية المتخذة زمان وقت إستغرقه خلق الكون إيجاد وقوع كينونته الوجودية الحقيقية ، وجودآ عالمآ واقعيآ حقيقيآ ، والفترة الزمنية في《 ستة أيام 》لها حكمة إلهية ، وقصد سمائي حكيم ، لما يعلن عنها رب العالمين الذي يمكن تقريب تمثيل قدرته لذهن الإنسان بإلإيجاد ، بإيجاد أي شيء ، مهما كان هذا الشيء من عظمة كون ، وضخامة وجود …. . والحكمة في هذا ، أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يربي الإنسان على التفاؤل في بذل الجهد في البناء والعمل الجاد ، والصبر في أداء العمل ، وما الزمن إلا هو مجرد عبارة عن تحديد مدة خلق وإيجاد وتكوين ……
والواجب الأوجب ، والأمر المحتم ، أن يركز في العنوان ، ويقال ، ويكتب كيافطة تعريفية للندوة ، على《 الإنسان 》بما هو إنسان من خلق الله ، ولله في خلقه شؤون …. فتكون يافطة العنوان مزينة بعنوان عام أشمل جوهر أساس ، وهو《 هل للإنسان أن يتغير 》، والإنسان هو إنسان العالم ، وإنسان العراق ، وإنسان أي بلد كان …. وما خلق الله تعالى الكون بشموله وعمومه وشموله ، إلا من أجل الإنسان …… لذلك هو الإنسان نعبر عنه بأنه هو {{ الجوهر الأساس }} …..
فلا تغيير للعالم ، وفي العالم ، ولا للعراق ، وفي العراق ، ولا لأي بلد وفيه …. إلا أن يكون أولآ التغيير في الآنسان .. . والتغيير المقصود في الإنسان هو تغير التفكير الجامد المتكلس المراوح في المكان ، أو الذي يتراجع وينكس قهقرى ….. الى تفكير واع منفتح خلاق مبدع مبتكر مكتشف مكون محدث موجد …. وكل كلمة من هذه الكلمات التي ذكرناها توآ ، لها معناها ، ومضمونها ، ومغزاها ، الواسع الضخم العظيم ، وفي هذه العجالة لا يمكننا أن نبسطها ، ونسترسل في تبيانها وتوضيحها …..
والتغيير في التفكير ، هو حتمآ يؤدي الى التغيير في السلوك ، والعمل ، والأخلاق ….
وتغيير الإنسان يكون من خلال تغيير ما بداخل الإنسان …. ولذلك الله سبحانه وتعالى خالق الإنسان يقول ويخبر ، ويعلم ويؤكد ، ويصر ويلح ، بقوله تعالى 《 إن الله لا يغير ما بقوم ، حتى يغيروا ما بأنفسهم 》….. وما أعظمها من حكمة إلهية ربانية رسالية مؤمنة واعية مؤدبة مربية مثقفة مهذبة عالمة …. القصد منها تعليم الإنسان البشر …. أن التغيير لا يكون إلا بتغيير ما بداخل الإنسان …. وأن المعنى الضمني المدفون الذي نستوحيه من مضمون الإية الذي يشير الى سبب التغيير ، والى مسببه ، والى الدافع للعمل عليه ، هو أن الإنسان نفسه —- بتفكيره ، وتطلعات سلوكه الراغبة ، وتأثيراته الداخلية المنطوي عليها وجوده الداخلي الذي يوعز ويدفع الإنسان ذاته أن يلبي كل شهواته ورغباته ونزواته ، وما الى ذلك من مؤثرات دافعة في داخل الإنسان ، أنها هي التي فيها سبب الخروج عن خط إستقامة الفطرة الإنسانية ، التي تكون حجر عثرة ، وأنها هي التي تغير مسار الإنسان عن تطبيق المنهج الإلهي في تطور وصعود وإرتقاء تحضر ومدنية عيش الإنسان ….
ولذلك الإنسان هو الجوهر في عالم الوجود الكوني ، وأنه هو الأساس الذي من أجله خلق الكون خدمة له ، وهو المفطور أساسآ خلقة على سلوك خط الإستقامة ، ولكن النفس الأمارة بالسوء التي في داخل الإنسان هي السبب والمسؤول في سلوكه إذا إنحرف ، وأساء ، وتذمر ، وتحطم ، وتدمر ، وتراجع ، وإنقهر ….. وداخل الإنسان يحتوي على سبب المشكلة ، وعلى حلها ، بنفس الوقت ….. من خلال التصارع بين《 النفس الأمارة بالسوء ( الدافعة لإشباع الشهوات والرغبات والنزوات بأي طريق كان ) ، والنفس اللوامة ( ضمير الإنسان ) لما يدقق ويحاسب 》التي هي مكونات داخل الإنسان ….. التي تفرز وتحقق طبيعة واقع سلوكه في الخارج ، في عالم الواقع ….
وهنا تأتي مرحلة ، ويكون دور التغيير في الإنسان ( بما هو في داخله ) …. لا أن العالم ، أو العراق ، أو أي بلد آخر ، يتغير ….. لأن العالم والعراق وأي بلد هو نتيجة لسبب …… والسبب هو الإنسان ( بما هو في داخله من سلطان قوة دافع وتأثير ) …. ؟؟؟ !!!
هذا هو العلاج الجذري الأساس لمسألة التغيير …. وما تناولوه نقاشآ ومحاورة في الندوة ، إنما هو مجرد محاولة ترقيع شكلي لإستمرار وجود الفاسد —- المتكلس المتحجر الذي لا يرغب ، ولا يريد ، بل ولا يفكر في أن يغير ، أو يتغير —- الذي يتحدثون عن تغييره ، وهم بدواخل ما بأنفسهم ، لا يريدون تغييره ، لمنافع مكيافيلة براجماة ذات مجرمة منحرفة ، متسلطة ظالمة ، صعلوكة ناهبة …..