بقلم : أياد السماوي ..
( العالم يتغيّر ) .. هذا هو شعار ملتقى الرافدين للحوار في نسخته الرابعة لهذا العام , والذي سيفتتح اليوم في فندق الرشيد ببغداد بحضور شخصيات عراقية وعربية ودولية , ونسخة الملتقى لهذا العام مختلفة من حيث الشكل والمضمون عن كلّ السنوات السابقة , ليس فقط بعدد المدعوين للمشاركة في أعمال هذا الملتقى , بل في طبيعة شعار المؤتمر والشخصيات المدعوّة له .. فلا شّك أنّ الذين وضعوا شعار ( العالم يتغيّر ) لا يقصدون به التضامن مع الشعب الفلسطيني في تحقيق مطالبه العادلة , أو التضامن مع الشعب اليمني الشقيق الذي يتعرّض للعدوان منذ أكثر من تسع سنوات , أو التضامن مع لبنان في أزمته الاقتصادية التي يمرّ بها , أو التضامن مع الشعبين العراقي والسوري في التصدّي للإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار .. بل أنّ الجهات الراعية لأعمال هذا الملتقى تدرك تماما أنّ الالتفاف على قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل الذي أصدره مجلس النواب العراقي يبدأ من خلال الالتفاف عليه من الداخل وتفريغه من محتواه , وليس هنالك أفضل من بوابة ( مركز الرافدين للحوار ) لتحقيق هذا الهدف .. فالمقصود بأنّ العالم يتغيّر هو لتوجيه أنظار العراقيين للالتحاق بدول التطبيع العربية والابتعاد عن إيران التي باتت في نظر المطّبعين هي محور الشّر في المنطقة , وهذا هو جوهر التغيير المقصود في شعار الملتقى ( العالم يتغيّر ) ..
ربّ سائل يسأل وما خطورة أن يتبّنى مركزا عراقيا مثل مركز الرافدين للحوار مهمّة مناقشة التطورات والمتغيرات الدولية وطرح المبادرات الوطنية والدولية بشأن القضايا التي يناقشها ؟ ويجعل من العراق مكانا دوليا للحوار البنّاء وتعزيز التواصل السياسي بين النخب وصنّاع القرار العراقيين العرب والأجانب ؟ لا سيّما الجامعات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحليّة والدولية وصنّاع القرار في العراق ؟ .. الملتقى سينعقد بالتعاون مع عدد كبير من مراكز الفكر والأبحاث والدراسات العربية والأوربية والأمريكية والبريطانية والآسيوية كما في الملتقيات السابقة , وستكون الرعاية المالية لجهات اقتصادية وتجارية ومؤسسات مالية عراقية و أجنبية ومنظمات دولية مهتمة بشؤون الشرق الاوسط ؟ ولعلّ السؤال الأبرز الذي يقفز أمامنا هو لماذا هذا الاهتمام والدعم المالي الكبير دوليا لهذا المركز تحديدا ؟ وما علاقة هذا المركز بأجهزة مخابرات الدول الإقليمية والدولية ؟ وكيف استطاع صبي لم يكمل العاشرة من عمره حين سقط النظام الديكتاتوري في بغداد عام 2003 من الوصول إلى أعلى مراكز القرار في العراق وهو لم يكمل تحصيله الابتدائي ؟ من الذي جندّ هذا الصبي وكيف خدع الآخرين بأنّه مقرّب من المرجعية الدينية العليا ؟ وهل لهذه الخدعة تأثير في اختراقه لرأس القرار السياسي العراقي ؟ وهل أصحاب القرار بهذا المستوى من التدّني ليتمّ اختراقهم مرّة من الصبي زيد الطالقاني ومرّة من مصطفى الكاظمي ؟ ما هي قدرات الصبي زيد الطالقاني لتحويل مجموعة على الوتساب إلى وكر للتجسس تناط به مهمة كبيرة كمهمة التطبيع مع إسرائيل ؟ وأين هو جهاز المخابرات الوطني العراقي من نشاطات هذا المركز المريبة والتي باتت واضحة كالشمس في رابعة النهار ؟ وما هو السر الذي يجعل كبار السياسيين والمسؤولين ورجال الفكر وكبار الإعلاميين يتهافتون على حضور نشاطات هذا المركز المريبة ؟ وما الغاية من دعوة كبار المطبعين في هذه الدورة للمشاركة بأعمال هذا الملتقى ؟ وهل سأل أحدهم يوما من أين جاءت هذا الأموال لرئيس المركز ليبني جامعة أهلية ؟ وهل تستطيع الجهات الرسمية التحقيق في حجم الأموال التي ترصد من الخارج لهذا الملتقى ومصادرها ؟ وأخيرا هل بات مركز الرافدين للحوار هو بوابة التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني في العراق ؟ .. أتمنى على كافة القيادات السياسية العراقية مقاطعة أعمال هذا الملتقى وخصوصا قادة الإطار التنسيقي ..
أياد السماوي
في 26 / 09 / 2022