بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
قطعت الفضائيات التحريضية شوطاً كبير في تضليل الرأي العام، وتسويق فكرة منحازة تتمحور حول الصاق تهمة الفساد بطائر واحد من بين عشرات الطيور المحلقة في سماء العملية السياسية. والأغرب من ذلك انها لم تطرح حتى الآن إي خطة مفصلة للإصلاح، ولم تبث أي مقابلة أو حلقة نقاشية حول مفهوم الإصلاح، ولم تبين للمواطن الرؤية الشاملة التي ينبغي أن تستهدف تسريع عملية الارتقاء بالعراق وشعبه إلى منزلة أسمى. .
فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار إن الإصلاح السياسي هو المنفذ الوحيد إلى بر الأمان، وهو القاعدة التي يُبنى عليها حاضر العراق ومستقبله؛ فأنه لابد أن يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالديمقراطية، ولا بد أن تكون الديمقراطية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمجالس المنتخبة، وفي مقدمتها مجلس النواب. الذي يمثل مختلف طبقات الشعب، ويمثل السلطة التشريعية التي تناط بها مهمام إصدار القوانين والتعليمات والأنظمة اللازمة لتفعيل خطوات الإصلاح، وهذا يقتضي منح اللجان النيابية حرية التعبير عن مصالحنا الوطنية. .
أما على أرض الواقع، فنحن أبعد ما نكون من الإصلاح تحت وطأة هذه المضخات الإعلامية المغرضة، ودورها السلبي المؤثر على الرأي العام، قبولا أو رفضا، لما تطرحه في برامجها المشفرة. .
وقد يتولد التشويش بسبب تورط الجهات الرقابية، أو عدم ادراكها لحقيقة ما يحدث. أو بمزيد من التضليل من باب: طالما أن الأمر خرج للرأي العام، فلنشوه ونستمر بالتشويش، ونخلطه الأوراق، ولنزور الوقائع، ونجتهد في إخفاء معالم الحلول، والاكتفاء ببعض المسكنات، وإثارة الفوضى المعطلة للإصلاح المنشود. .
وللحديث بقية . .