بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لا شك انكم لم تسمعوا شيئاً عن كتاب الخارجية العراقية المعنون إلى وزارة النقل تحت عنوان: (إعلان بحري لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية)، والمعطوف على مذكرة السفارة الإيرانية في بغداد، المرقمة بالعدد 1283055 في 14 / 8 / 2022. والمتضمن قيام إيران (من طرف واحد) بتغيير اللوحات والعلامات والفنارات الإرشادية في المجرى المائي لشط العرب، والذي ورد أسمه في المذكرة الإيرانية (اروندرود) بدلاً من شط العرب. .
وقد تضمنت المذكرة الإشارة إلى مواقع جديدة لتلك الفنارات والعلامات، وتثبيتها بخطوط الطول والعرض، بما يعني الإعلان عن زحوفات حدودية جديدة لصالح إيران على حساب انكماش حدودنا ومسطحاتنا المائية، وتراجعها إلى الوراء. .
فلا وزارة الخارجية اهتزت شواربها على شط العرب، الذي فقد إسمه ورسمه وملامحه، وأصبح يُعرف بإسم (اروندرود)، ولا وزارة النقل راح تجيب السبع من ذيله، ولا مؤسساتنا البحرية احتجت وانفعلت وغضبت وأعلنت الحداد على فقدان حقوقنا في هذا الممر الملاحي الحيوي، ولا منظمة (من الفاو إلى زاخو) أصدرت بيانا تتباكى فيه على اطلال رأس البيشة، ولا وزارة النفط عبّرت عن قلقها من احتمال ضياع منصاتها النفطية في خور العُميّة، ولا فضائيات الفتنة تطرقت لهذه الانتهاكات الجديدة في نشراتها الإخبارية المزعجة، ولا فلاسفة البحار والمحيطات ظهرت عليهم علامات الانفعال، ولا باربا الشاطر ظهر كعادته على شاشات التلفاز، ولا لجنة العلاقات الدولية في البرلمان قالت كلمتها في الذود عن سيادتنا المُنتهكة. . . .
من يقرأ كتاب وزارة الخارجية الموجه إلى وزارة النقل يشعر ان الخارجية العراقية تعاملت بلا مشاعر وطنية مع المتغيرات الطارئة على حقوقنا السيادية في شط العرب. اما وزارة النقل فهي الآن تلفظ انفاسها الأخيرة على سرير التقلبات الوزارية المرتقبة، وتعد العدة لإسدال الستارة على مرحلة رمادية فاشلة. . .
لمن المشتكى يا ناس، ونحن نعيش في زمن الجيوش الإلكترونية المتخصصة بتشوية صورة الانتماء للعراق ؟، ومن ذا الذي سيسمع صوتنا ويستجيب لنداءاتنا ؟، وكيف السبيل إلى استعادة حقوقنا في الوقت الذي اصبحنا نحن المتهمين ببيع خور عبد الله، ونحن المتهمين ببيع شط العرب ؟. .
اللهم إليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك. . . .