بقلم: محمد توفيق علاوي ..
باولو كويلو الكاتب البرازيلي المشهور كتب قصة قصيرة ذات معنى عميق وهي:
«كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة
وقدمها لابنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة.. ثم عاد لقراءة صحيفته.. ظانا أن الطفل سيبقى مشغولا بقية اليوم.. إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة! فتساءل الأب مذهولا: “هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟!”
رد الطفل قائلا: لا، لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم”… كانت عبارة عفوية؛ ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق
“عندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم”،
ف الأهم بناء الإنسان» انتهت القصة
الأخ محمد شياع السوداني كما يترشح من الاخبار في وضع صعب لا يحسد عليه، هناك صراع على الوزارات، واني اريد ان اتطرق الى وزارة واحدة ابني عليها املاً كبيراً لمستقبل بلدنا ……. لقد خسرنا الماضي وخسرنا الحاضر وهناك خشية كبيرة ان نخسر المستقبل….
وزارة التربية حالياً او التربية والتعليم سابقاً، هذه الوزارة التي تصنع أجيال المستقبل، هناك اكثر من 11 مليون طالب وطالبة في كافة المراحل الدراسية، هذه مسؤولية كبرى يتحملها شخص وزير التربية ……
للأسف الكثير من الوزراء الذين تولوا شؤون هذه الوزارة كانوا من الفاسدين وقد سرقوا عشرات الملايين من الدولارات لمشاريع قمة في الفساد، من المدارس الوهمية؛ ولا زالت حتى الآن المئات من الأبنية المدرسية لعدة مدارس في آن واحد والكثير منها مدارس طينية وكرفانات ومدارس بحالة مزرية ومتهاوية؛ الى الاتفاقيات مع عشرات المطابع اللبنانية حيث سرقت عشرات الملايين من الدولارات؛ والآن لا توجد كتب دراسية، بل يقوم الأهالي بتصوير الكتب لأبنائهم، هذا حال التعليم الحالي في العراق…..
اما بناء الانسان فينطلق من التربية التي تأتي قبل التعليم، لذلك سميت الوزارة (بوزارة التربية) او (وزارة التربية والتعليم) ؛ إن كان التعليم بدرجة مقاربة للصفر فالتربية أصبحت في خبر كان وأصبحت امراً من الماضي وهي تحت الصفر !!!!
الأخ محمد شياع السوداني على مفترق طرق، إما ان يشترط على الأحزاب السياسية ترشيح وزير لهذه الوزارة المهمة شخصاً كفوءاً نزيهاً يعمل لمصلحة البلد ولخدمة شريحة الطلاب همه بناء الانسان، همه خدمة أطفالنا خدمة أولادنا وبناتنا، همه تخريج جيل بمواصفات تربوية واخلاقية ومهنية وعلمية عالية…
وإما ان يكون هم رئيس الوزراء المكلف هو الحصول على المنصب تاركاً الجهات السياسية لتختار اشخاصاً كما يحلو لهم من الفاسدين غير الكفوئين همهم سرقة حقوق أبنائنا لمصالحهم الشخصية ومصالح الجهات التي رشحتهم وبذلك سيكون شريكاً لهم في دمار بلدنا ودمار مستقبل أبنائنا، سيكون شريكاً لهم في دق المسامير في نعش ابناءنا، في نعش أجيال المستقبل، في نعش العراق…..
آمل من الأخ محمد شياع السوداني ان يتخذ القرار الصحيح خدمة لوطنه وأبناء شعبه وبخلافه ستلاحقه لعنة الأجيال القادمة كما لاحقت من كان قبله ……
محمد توفيق علاوي
.
السابق بوست