بقلم : أياد السماوي …
أربعة عشر يوما ما بين خميس الثالث عشر من تشرين الأول 2022 , وخميس السابع والعشرين منه , في خميس الثالث عشر نجح العراقيون في الخلاص من البرهم وانتخبوا ثاني أفضل رئيس بعد المرحوم جلال الطالباني , وإذا كان هنالك ثمة من يستّحق الشكر والثناء على هذا الإنجاز الكبير , فهو بالتأكيد مهندس هذا الإنجاز السيد مسعود بارزاني ومن بعده نواب الشعب العراقي الأبطال الذين رفضوا البرهم وصوّتوا لصالح الدكتور عبد اللطيف رشيد , والخلاص من البرهم بحد ذاته ليس إنجازا ونصرا فحسب , بل هو حدث أنقذ العراق وشعبه من مؤامرة كانت قاب قوسين أو أدنى من النجاح , ولو كانت المؤامرة قد تمّت لا سمح الله , لما وصلنا لخميس السابع والعشرين , لكنّ إرادة الله سبحانه وتعالى كانت فوق إرادة البرهم وأذنابه .. وخميس الثالث عشر من تشرين شهد ولادة التكليف التاريخي , التكليف الذي قضى على أحلام من أراد الإبقاء على حكومة اللصوص بقيادة اللص الأكبر مصطفى عبد اللطيف مشتت , وكلّنا نتذّكر كيف كان المتآمرون يحوكون خيوط مؤامرتهم ما بين لبنان والعراق تحت ذريعة إرضاء مقتدى الصدر من خلال سحب ترشيح السوداني وترك مهمّة اختيار رئيس الوزراء له حفاظا على الأمن والاستقرار وعدم انزلاق البلاد في الفتنة , حيث كان لكاتب هذا المقال الدور الكبير في وأد المؤامرة وإسقاطها وهي في دور التخطيط وقبل ترى النور ..
أمّا خميس اليوم السابع والعشرين من تشرين الأول , فهو بالتأكيد يختلف عن كلّ خميس مرّ على العراق وشعبه بعد سقوط الديكتاتورية , عظمة خميس التصويت لا تنحصر بزوال أسوأ وأفسد وأقذر حكومة مرّت على العراق وشعبه , بل أنّ عظمة هذا اليوم تتجّسد باستعادة الوطن من خاطفيه , واستعادة كرامة وهيبة الدولة التي مرّغها الزنيم وعصابته بالوحل , وكما قلناها بالأمس عندما يكون رأس الحكومة سليما ومعافى , فإنّ جسد الحكومة سيكون معافى حتى وإن ظهرت عليه بعض الآثار , فإنّها ستزول حتما ما دام رأس الحكومة سليما وخاليا من الأدران .. فالسوداني الذي عرفته عن قرب لا يقف مطلقا أمام وزير عليه شبهة أو وزير غير جدير بحمل أمانة المسؤولية , وخذوها مني وأنا المسؤول على كلّ كلمة , أنّ السوداني سيجعل من يوم الثلاثاء كيوم القيامة على الوزراء , وأيضا خذوها مني أنّ أبا مصطفى سينتهج منهجا آخر مختلفا تماما عن منهج من سبقه , منهج عنوانه العريض خدمة الشعب وإيقاف نهب أمواله وموارده , واقولها لكم بكلّ ثقة أيّها الأحبّة ستشعرون بالفخر والاعتزاز ومنذ اللحظة الأولى لولادة هذه الحكومة المباركة , وستلمسون بأيديكم صدق ونزاهة وقوّة وشجاعة هذا الشروكي القادم من رحم المعاناة والآلام , باختصار شديد هي حكومتنا التي انتظرناها طويلا , فأهلا بخميس النور والأفراح والمسّرات , وأهلا بولادة حكومة ابن السودان البار ..
أياد السماوي
في 27 / 10 / 2022