بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لا تقتصر مفردة (دعارة) على ممارسة البغاء والنشاطات الجنسية المبتذلة، بل يتسع مفهومها ليشمل كل سياسي رخيص وسافل ومنحط. .
فقد سبقنا الكاتب المصري الراحل (عبدالله كمال) عندما تناول أوجه التشابه بين الدعارة السياسية والدعارة الجسدية في كتابه الموسوم (القوادون والسياسة)، الذي تحدث فيه عن دروب الدعارة السياسية، وكيف يتم الانتفاع منها. آخذين بعين الاعتبار انها أبشع وأحط واقذر من دعارة الجسد، ففي الدعارة السياسية يبيع المرء ضميره ومواقفه بثمن بخس، ويتكسب على حساب وطنه ليجني المال الحرام من كل راغب في قرار يجمّل صورة الكذابين والمزورين والفاسدين. .
واسمحوا لي ان اقارن هذه الدعارة مع دعارة بيع الجسد (لا تشجيعا او تأييدا بل مقارنة), لأبين لكم كم ان الدعارة السياسية هي اقبح واذل وأدنى من دعارة الجسد. .
- فالتواطؤ مع اصحاب الشهادات غير المعترف بها، والتغاضي عنهم، هو درب مكشوف من دروب الدعارة السياسية لترجيح كفة الاغبياء والمتلونين سياسياً، وإعلاء شأنهم ليتسلطوا فوق رقاب أصحاب المواهب والخبرات، ويتسيدوا على الذين استبعدتهم بلدوزرات المحاصصة. .
- وعرض المواقف المزيفة في مزادات السيرك السياسي هو دربٌ آخر من تلك الدروب لتضليل الرأي العام بروايات ملفقة يراد منها تمرير الصفقات المليارية المريبة. .
- وتكوين صورة مشوهة عن سواحلنا المنكمشة للداخل، ومسطحاتها المائية المستباحة بالتنسيق مع الأبواق الإعلامية المأجورة هو درب قبيح من دروب الدعارة يراد منه قلب المفاهيم والتشويش على الناس، وتوفير الغطاء لحماية المتورطين. .
- وعندما يتعمد السياسيون تجاهل الصفقات والعقود المريبة التي ابرمتها الوزارات في مرحلة تصريف الأعمال، ويمنحونها الضوء الأخضر، هو درب معروف من دروب الدعارة السياسية. .
- وعندما يتسامح السياسيون مع السيئين والفاشلين والمزايدين فأنهم يسلكون درباً لا أخلاقياً من دروب الدعارة والابتذال. .
ختاما: قالوا ان السياسة فن الابتذال، ولكن ليس الى المستوى الذي يصبح فيه السياسي قواداً بلا ضمير وبلا اخلاق. .
ارحموا العراق يرحمكم الله