بقلم: اللواء الدكتور عدي سمير الحساني ..
تعتمد أساس الاستمرارية بكل شيء على مبدأ التغيير، وذلك لان ديناميكية التنظيم الكوني بتغير مستمر فمثلاً يتغير النهار إلى الليل وهي فترة الراحة الجسدية التي خصصها رب العالمين لعباده، والنهار يأتي معه النشاط والحركة، وهكذا تستمر كافة الأمور على هذا المنوال. وكل تغير يتبعه حركه وهذه الحركة تختلف فيها الموازين وتختلف معها الفعاليات والانشطة البشرية، فتغيير السكن معناه تغيير المنطقة أو الحي وهكذا. وهذا يتبع معه الانتقالة في العلاقات الاجتماعية تبعاً لمستوى معيشة المنطقة وثقافتها.
واليوم وحيث اقبلنا على تغيير حكومي وسياسة جديدة قد تختلف معها كافة الموازين ونحو الاحسن والأفضل بأذن الله وبما يلبي متطلبات واحتياجات شعبنا الذي يتأمل خيرا من ابناءه في السلطة التنفيذية.
ومع كل تغيير تتعالى بعض الأصوات التي تحاول تعكير الأجواء الاجتماعية ومنها الوظيفية، هذا المجتمع المقدس الذي أسـاسـه خدمة البلد والمواطن وما أعظمها من خدمة والتي تجتمع فيها الوطنية والإنسانية لتظهر نتاج كبير وهو تقدم عجلة الازدهار وتحقيق العدالة الاجتماعية، تلك الأصـوات التي تحاول تشويه سمعة الآخرين سـواء ان كانوا مدراءهم او زملائهم او مرؤوسيهم وما ينتج عنها من تشـويه للسمعة وما يتبعه من انكسار نفسـي ومعنوي وخيبة أمل بالآخرين، حتى يتحول بعض المنافقين الى أدوات تسقيطية بأسلوب دنيء وبذيء ويحاولون بذلك اعتلال مناصب معينه على حساب الآخرين وسمعتهم.
ان مثل هذه الأساليب التي باتت رخيصة ومكشوفة الا انها قد تؤثر على الأواصر المجتمعية داخل اطار الوظيفة وخارجها، لينتفع منها (مؤقتاً) بعض المطبلين والمروجين لأفكارهم عبر شبكات تمتهن الدعارة الدعائية لأصحاب النفوس الدنيئة.
اننا اليوم اذ نشد على الايادي البيضاء لابناء العراق في محاربة الفساد بكافة انواعه والذي أخذ مأخذ كبيرة من قوت الشعب ونهب أموال البلد لصالح البعض الفاسد وهو ذاته الذي ينافق ويشوه سمعة الآخرين.
نتألم لما تعانيه بعض شرائح المجتمع من عملية التحول الأخلاقي والانفلات النفسي لا بل أصبحت أزمة شرف لدى بعضهم تجاه الآخرين. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، فلو عدنا قليلا الى تلك الأيام التي توقفت بها الحياة ليصبح الجميع حبيسـي الدور بسبب فايروس قاتل غير مرئي، واصبح مصدر قلق للجميع كونه لا يسثني احداً وراح بسببه الكثير ومن كافة طبقات المجتمع الفقير والغني والمسؤول وغيره وهي رسالة ربانية تذكيرية بأن كل شـيء بزوال فاتقوا الله بالبشر.
قال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصـيراً). سورة النساء: الآية 1