بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
اصبحنا (أكثر من اي وقت مضى) بحاجة إلى تأسيس هيئة مستقلة تضم الشطّار والفهلوية وأصحاب المهارات الحنقبازية، الذين يفهمون في كل المجالات الهندسية والتجارية والتشريعية والسياسية والملاحية والجيولوجية والاقتصادية والمالية والزراعية والفلكية، ولديهم إطلاع واسع في العلوم والفنون والآداب والبابا غنوج والحمص بطحينة، فقد أصبح العراق كله أسيرا لطروحات هؤلاء الذين أقحموا أنفسهم في مهام كل الوزارات، وفي مقدمتها: النقل، والخارجية، والداخلية، والموارد المائية، ووزارات التخطيط والمالية. .
ولسنا بحاجة إلى تشخيصهم بالاسماء، فاللبيب بالإشارة يفهم، لكن القاسم المشترك لمعظمهم انهم يحملون شهادة البكالوريوس في الميكانيك، ما شاء الله عليهم، وهم الآن في طليعة المتحدثين عن رسم الحدود البحرية بين البلدان المتشاطئة، وفي مقدمة المدافعين عن جزرنا وسواحلنا وممراتنا الملاحية، واقوى المتكلمين عن ملفات الدبلوماسية العراقية، وأفضل الناطقين باللغات البابلية القديمة، هكذا وبلمح البصر انصهرت وزارة الخارجية، وتراجعت قوتنا البحرية، وتقهقرت محطاتنا الساحلية، وباتت الساحة مفتوحة لگريندايزر وسبايدرمان، تحت شعار: صخم وجهك وصير حداد. لذا بات من واجب الحكومة الان إلغاء الوزارات المشار اليها في الأعلى، واستبدالها بهيئة مستقلة يترأسها خبراء سوق مريدي، تناط بهم كل الملفات المرتبطة بحقوقنا السيادية في مياهنا الاقليمية، ومن ثم الاستغناء عن وزارة النقل بطائراتها وسفنها وقطاراتها وشاحناتها وحافلاتها، والاستغناء عن وزارة الخارجية بسفاراتها وقنصلياتها وبعثاتها الدبلوماسية، وتحويل ملفات دائرة المساحة العسكرية بيد هذه الشلة المتعددة المواهب، ودمج قيادة القوة البحرية بآمرية خفر السواحل وربطها بهم. فقد أصبحوا هم الافضل والأكفأ والأكثر جدارة ومهارة وشطارة. .
لكن اللافت للنظر ان معظم هؤلاء خرجوا من جلباب وزارة النقل في المدة 2003 – 2019. .
العالم من حولنا يسعى نحو صقل المواهب والاختصاصات الدقيقة، بينما نتخبط نحن الآن في متاهات الادعياء والقشامر واللاهثين وراء التكسب السياسي. .
إرحموا العراق يرحمكم الله