بقلم: عباس الزيدي ..
( الحلقة العاشرة )
بعد ان جعلنا القارئ في الأجواء خصوصا فيما يتعلق بالوضع الخاص للقوات الاساطيل البحرية وانتشارها والاهم من ذلك التعرف على العقد والممرات البحرية في المحيط الهندي ومنها البحار والخلجان والجزر والمضائق وجب علينا تسليط الضوء على الاوضاع العامة وما تعيشه بلدان المنطقة واهميتها حسب مواقعها ومايشكل ذلك من اهمية لامنها القومي تارة وللامن القومي العربي و لمعركة الامة والدفاع عن بيضة الاسلام تارة اخرى … وايضا التطرق الى حجم المشاريع العدوانية التي تستهدف تلك البلدان ناهيك عن الخصوصية والتركيز على المعسكرات والتحالفات التي انبلجت من خضم التتافس او من أسباب الصراع والعدائية التي اذكتها برامجيات الاستكبار والصهيونية العالمية لغرض اضعاف وتفتيت المنطقة ونجاح مشاريعها وتواجدها الدائم في منطقة اقل مايقال عنها شريان الحياة سواء على مستوى الطاقة او على مستوى الاقتصاد باعتبارها سوق رائج ومنطقة غنية بالنفط والغاز والموارد الطبيعية في ظل بوادر وعلامات لحرب كونية ثالثة وصيرورة لنظام عالمي جديد ينسف كل مامضى من اتفاقيات ومواثيق تخص العلاقات الدولية وفق القوانين التي تعمل بها الامم المتحدة تلك المظلة الدولية التي جعلت منها الولايات المتحدة الامريكية مطية وسخرتها لتنفيذ سياستها الخارجية بالقوة والعنجهية ( الالة العسكرية ) وفرض هيمنتها على العالم كذلك يسفر النظام العالمي الجديد عن تبادلات واتفاقيات اقتصادية جديدة لانرى فيها تحكما للنمر الورقي الدولار الامريكي _ دور المهيمن على اقتصاديات العالم وربما ترسم جفرافية وحدود جديدة تتعدى ماحصل في جزيرة القرم او ماهو متوقع الحصول لتايوان او كشمير و مناطق نزاع اخرى هنا وهناك بل يتعدى الامر الى افظع من ذلك حيث اختفاء بعض الدول من الخارطة العالمية اذا ما تجاوز اللاعبون الكبار قواعد الاشتباك والذهاب نحو سقف اعلى من الحرب التقليدية واستخدام اسلحة الدمار الشامل يحدث ذلك في ساعة غضب او حسابات خاطئة او تقديرات سيئة •
واخطر مافي الحروب ان يضع احد الاطراف المتحاربة في موقع لا يستطيع فيه خصمه ان يكون امام اكثر من خيار حيث ضيق ساحة المناورة وانعدام الفرصة في اتخاذ اكثر من قرار سوى الانتحار بالعدو او خصمه •
وايضا نجد من متطلبات الدراسة التطرق الى بعض الاستراتيجيات والنظريات الخاصة بالحرب سواء على مستوى السوق او التعبئة او نوع التكتيكات المستخدمة مما يلزمنا بتوضيح بعض الخطط لفنون الحرب و القتال على مسارح العمليات ومدى تلاقح وترابط او تقاطع تلك النظريات والاستراتيجيات مع بعضها البعض في واقعة او معركة او اشتباك سواء كان ذلك تعرضا وهجوما رئيسا او محورا تشغيليا •
فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة هي ليست ضربا بالخيال بل هي الأقرب الى الواقع لوجود كثير من المعطيات ومع ذلك تبقى فرضيات ولكن اذا ما امعنا النظر بدقة على مايحصل في العالم من احداث وازمات وصراعات وايضا اصطفافات وتحالفات مع مراقبة دقيقة لانتشار الاساطيل البحرية والمناورات المشتركة سنرى ذلك اقرب الى الحقيقة مثال ذلك مايحصل من احتكاك ومناورات في عرض شمال المحيط الهادي وتحديدا قرب تايوان او على جانبي الكوريتين وبحر الصين الشمالي صعودا الى اليابان ثم الى جزر الكوريل نزولا الى الفلبين واندنوسيا والتحاق استراليا الحليف للولايات المتحدة
وكذلك مايجري في شمال المحيط الاطلسي انعطافا على البحر الابيض المتوسط او على بحر البلطيق المتخم بالبوارج و بالقواعد البحرية الساحلية و القطع البحرية المتنوعة التي تهدد سانت بطرس بورغ او موسكو عبر الاسلحة الباليستية او تلك التي على مستوى البحر الاسود والحلقة الاقرب الى معارك اوكرانيا والانتشار المكثف لقوات الناتو على مستوى البر والبحر او حتى على مستوى الاستعداد القتالي ورفع الترسانة النووية البريطانية التي تستعد بدورها لمواجهة الصين في صفحة او مرحلة متوقعة لاحقا وكذلك الامر يشمل امريكا الجنوبية •
ورغم مايحصل في المحيط الاطلسي من اشتباك اشبه بضربات تحت الحزام حيث نوهنا مسبقا اننا سنتاوله في اول الدراسة لكننا و من حيث الاولويات وايضا من المتطلبات الضرورية للمعركة او الانفجار الكبير المتوقع وحيث ضرورة توفير وتامين الطاقة او حرمان البعض منها وجدنا ضرورة للمحيط الهندي و منطقة الخليج الفارسي ان يكونا في صدارة البحث مع وجود اسباب كثيرة اخرى لذلك •
والله ولي التوفيق
…… يتبع ……….
السابق بوست