بقلم _ عباس الزيدي ..
(الحلقة الثالثة عشر )
جبهة الخليج الفارسي_
مياه الخليج الدافئة من مناطق الصراع الكبرى ليس فقط مابين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى بل هي منطقة صراع خفي وحساس مابين بريطانيا وامريكا
هذه المنطقة ستشهد صراعات ذات اوجه مختلفة تبعا للاطراف المشاركة وفي نهاية المطاف لها اولوية تفوق مناطق الاهتمام الاخرى كونها خزان نفط كبير وسوق استهلاكية ومع وجود قواعد وأساطيل متعددة في الخليج وأهمية تلك المنطقة في السلم والحرب نتوقع ان تكون الحروب البحرية فيها على الشكل التالي …..
1_ احادية
2_ على شكل تحالفات
فاما الأحادية منها فهي بين امريكا من جهة واحد الاطراف التالية من جهة اخرى كل من روسيا او الصين او ايران وحتى بريطانيا على امد بعيد
واما التحالفات ربما تكون ثنائية او ثلاثية او اكثر مثل بين الصين وروسيا من جهة وامريكا والناتو من جهة اخرى او مابين الاخيرة يضاف لها اسرائيل ودول الخليج وبين ايران ومحور المقاومة
وفي كل الاحوال هناك اهداف ثابتة للحرب من اهمها ……
1_ تامين تدفق الطاقة من النفط والغاز وضمان اسواق تلك المنطقة في السلم والحرب
2_ حماية الكيان الصهيوني اللقيط واندماج اسرائيل ونجاح مشاريع الاستكبار التي نختصرها بالابراهيمية
3_ القضاء على محور المقاومة وعمقها الاستراتيحي المتمثل في جمهورية ايران الاسلامية •
4_ والهدف الاكبر هو استمرار هيمنة امريكا وبقائها على راس النظام العالمي احادي القطبية
من هنا اخذت منطقة الخليج الأولوية والاسبقية في درجة الصراع المحتمل للحرب العالمية الثالثة او من غير ذلك الاحتمال •
وجبهة الخليج تميزت عن غيرها من الجبهات( البلطيق والهادي والاطلسي والمتوسط والاسود ..الخ )
بسمة التداخل سواء السياسي او الجغرافي
اولا _ التداخل الجغرافي •
مع انتشار الاساطيل وحركة القطع البحرية ووجود الكثير من القواعد الاجنبية والجزر والبحار والمضائق فهذا يعني ان اي معركة بحرية في منطقة الخليج سوف
1_ تمتد الى البابسة
2_ حرب الخليج يعني تمدد حرب البحار كل من بحرالعرب والأحمر والمتوسط
ثانيا _ التداخل السياسي المتمثل بالتحالفات ومنها
1_ الصين وروسيا من جهة وامريكا والناتو من جهة اخرى
2_ امريكا ودول الخليج و اسرائيل من جهة وبين ايران ومحور المقاومة من جهة اخرى ويعني هذا اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين •
وفي كل الاحوال لن تقف الحرب على طرف او جبهة او مستوى معين لان الملفات متداخلة وهناك قضايا تفرضها قواعد الاشتباك وحسابات النصر والهزيمة حيث يكون للزمان والمكان الاثر البالغ على نتائج الحرب وفق حسابات منظريها وقادتها بل ذلك من متطلباتها الضرورية
وعلى ضوء ماتقدم من البحث والدراسة وللاسباب المذكورة اعلاه وما ذكرناه سابقا من اسباب يترشح لدينا أن اسبقية العدوان والحرب ستكون في منطقة الخليج الفارسي و تحديدا على جمهورية ايران الاسلام ودول محور المقاومة
وقبل التطرق الى اشكال تلك الحرب وسيناريوهاتها المحتملة ( محدودة او خاطفة او شاملة ) علينا ذكر بعض الحقائق التي تساهم في استشراف نتائج تلك الحرب ومنها …..
اولا _ مايخص محور المقاومة
1_ بعد المعادلة الجديدة ( النظرية) التي طرحها سماحة السيد حسن نصر الله _ اعلى الله توفيقاته فان محور المقاومة يتحرك وفق استراتيجية الردع الشامل
2_ إعتماد بلدان المحور على سياسة دفاعية تسلب العدو مقومات تحقيق النصر يتمثل باحتلال مكان اوتحقيق هدف ويصعب فيها تدمير قوات المحور و يفقد العدو خاصية التاثير على الراي العام
3_ امكانية توجيه ضربة الى احد مراكز ثقل العدو المختلفة التي تؤثر على مسار المعركة من قبل المحور وفقدان العدو لتلك الخاصية
4_ ان التعامل بالصبر الاستراتيجي من قبل المحور افقد العدو للعديد من عناصر المعركة ومنها عنصر المفاجئة وبذلك اصبح المحور هو من يحدد قواعد الاشتباك
5_ في الحرب الحديثة لايمكن تحديد نتائجها ونهاياتها او استمراريتها وتصميمها وفق حسابات النصر والهزيمة على مستوى التدريب والتسليح فقط بل يكون للاهداف السليمة ذات القيمة العليا ومنها العقائدية الدور الكبير في عملية الاستمرار او الحسم
6_ المواقع الجغرافية لبلدان محور المقاومة وتأثيراتها على واقع الصراع والحرب سواء على مستوى المنطقة او العالم
7_ تاثير المقاومة في صراع المحاور والنظام العالمي بالقدر الذي يجعل منها موضع اهتمام المعسكرات سواء بالضد او مع ذلك الحلف او المعسكر بل حتى في تحييدها لما لها من ثقل مؤثر في نتيجة الصراع
8_ تنوع وتعدد فيسفاء ابناء المحور _ ثقافات وايدلوجيا وأديان ومذاهب وأعراق وقوميات يضيف ابعاد كبيرة وآثار إيجابية في ماهية الصراع ونتائجه
ثانيا _ على مستوى ايران وصعوبة هزيمتها وفق الاسباب التالية
1_ على مستوى بلدان المنطقة ليست لايران اطماع عكس مايشاع وهي تمارس سياسة الاحتواء وتدعو الى التعاون وابعاد التدخل الاجنبي مما يجعل بلدان وشعوب المنطقة في انقسام حاد تجاه الجمهورية والحرب معها مما يؤثر بطريقة مباشرة على نتيجة الحرب او الصراع وبالتالي لايوجد بد من انصهار دول المنطقة في استراتيجية دفاعية واحدة وإبعاد شبح الحروب عنها
2_ الشعب الايراني قادر على امتصاص الصدمة في حال حصول عدوان على العكس من شعوب دول العدوان
3_ ايران دولة مترامية الاطراف فسيحة الإرجاء وهي اقوى من خصومها داخل حدودها او خارجها لذلك عملية غزوها اواجتياحها بحاجة الى جيوش وملايين العناصر المقاتلة والاليات اذن هذا الخيار غير وارد البتة
4_ خيار الحرب الخاطفة على ايران ايضا غير وارد لان حجم ردات الفعل والخسائر سيكون كبير على تحالف العدوان وهو لايريد تكرار تجاربه الخاسرة سابقا
5_ ايران تحولت في سياساتها تعاملاتها الى المستوى الاستراتيجي بالقدر الذي شاركت فيه بقوة في صناعة النظام العالمي الجديد متعدد الاقطاب وحسب ماتفرضه موازين القوى العالمية فان اي طرف يريد المغامرة بعدوان على ايران لايمكن ان يغيب عن حساباته ذلك الامر
6_ موقع ايران واطلالتها على الخليج وتاثيراتها على ابعد من ذلك حيث بحر العرب والاحمر والمحيط الهندي وتحكمها بالكثير من العقد البحرية
السابق بوست
القادم بوست