بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بغتة وبلا سابق انذار، غضبت الأرض فابتعلت سكانها بانفجار هائل انطلق من جبل (سميرو) في جزيرة جاوة الإندونيسية، فتصاعدت أعمدة الرماد إلى عنان السماء لمسافة 1.5 كيلومتر أو أكثر، بينما اندفعت سيول الحمم المميتة بسرعات مذهلة نحو القرى الفقيرة المتناثرة في الوديان والمنخفضات، الواقعة على إمتداد حزام الزلازل والبراكين المعروف باسم (حزام النار) المتصل بالمحيط الهادي. .
لقد فقد المحيط الهادئ هدوءه، وكشّر عن أنيابه، فتشققت الأرض، وسمحت بخروج حممها البركانية، ثم نفثت ابخرتها السامة من غرف الصهارة المختبئة في أعماق القشرة الأرضية، فتراكمت المواد المنصهرة، وانسابت حسب نوعها لترسم أشكالاً جديدة لتلال مخروطية مشوهة، وهضاب شديدة الوعورة. .
بات واضحاً ان غضب الأرض قد يمحو الإنسان في يومٍ ما من على وجه هذا الكوكب. حيث لم تعد الأرض تحتمل عبث القوى الغاشمة، وها هي تشتعل وتنفعل غضباً، وتحرق كل شئ، وسيصبح غضبها أكثر ضراوة وعنفاً في قادم الأيام، فطالما لم يتوقف البشر عن الإساءة إليها لن تكف عن محاربتهم، ويتعين على الناس أن يحذروا بطشها. .
وعلى خط الحزام الناري نفسه شهدت جزيرة هاواي الأمريكية انفجاراً متزامناً مع بركان اندونيسيا، وقالت هيئة المسح الجيولوجي: أنه استنادا إلى الأحداث الماضية، يمكن أن تكون المراحل المبكرة من ثوران بركان (ماونا لوا) ديناميكية للغاية، ويمكن أن يتغير موقع وتطور تدفقات الحمم البركانية بسرعة. .
وينبغي ان لا ننسى بركان وتسونامي (هونغا تونغا) الذي أندلع هذا العام في قلب المحيط الهادي، متسببا بأمواج مدية عاتية. وقد صدرت تحذيرات من حدوث تسونامي في فيجي، وساموا، وفانواتو، ونيوزيلندا، وأستراليا، واليابان، والولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، وشيلي، والإكوادور. .
ختاما نقول: ان انفعال الأرض وغضبها في هذا العام، يثير الهواجس والمخاوف، ويبعث على التساؤلات المنطقية وغير المنطقية، فهل لغضبها علاقة بدوران الأغنام والأبقار حول نفسها في أماكن متفرقة من العالم ؟، أم ان غضبها جاء تضامناً مع الشعوب المحرومة من أبسط حقوقها الإنسانية ؟. .