بلاويكم نيوز

حروب طاحنة بلا جنود

0

بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..

طائرات قاصفة بلا طيار، وأخرى مقاتلة بلا مقاتل، وفرقاطات حربية بلا ربان وبلا طواقم، وغواصات غير مأهولة تقبع في الأعماق السحيقة تتحين الفرص لإطلاق صواريخها من تحت الماء، ودبابات استكشافية صغيرة جداً لكنها مسيّرة لزرع الالغام واقتحام السواتر الدفاعية، وغارات سيبرانية تخترق البنوك والحسابات الدولية. .
لقد انتهى عصر الثكنات والمعسكرات التدريبية، واُستبدلت بالروبوتات الآلية، وصارت هي التي تخوض المعارك الطاحنة في البر والجو والبحر. وطويت صفحات المعارك التقليدية القديمة، وحلت محلها الحروب الذكية، وظهرت في الجبهات أسراب من الحشرات الإلكترونية. بسطت نفوذها على الاجواء في الليل والنهار، ورافقتها أسراب أخرى من الفيروسات الإلكترونية. .
وبات واضحا ان الهجمات الموجهة ضد الأهداف المتنوعة كبدت أطراف الصراع خسائر فادحة، وهي في طريقها الآن إلى التوسع بالطول والعرض، ولابد من إبرام معاهدات دولية تتضمن صيغة مشتركة تكفل حماية مصالح الحكومات والشركات. لكن الغريب بالامر أننا لا نجد أي اهتمام بالدوافع الكامنة وراء هذا الاتجاهات المتصاعدة للهجمات الإلكترونية. ومن الواضح أن الترابط المتزايد يجعل من السهل على قراصنة الكمبيوتر، والدول والعناصر المارقة أن تخترق (أرض العدو). وقد أصبح من المهم في هذه الأوضاع المربكة الحد من هذا النوع من التسليح المدمر. .
الطامة الكبرى ان المعسكرات الدولية منقسمة جداً حول هذا التسلح. وبعضها يرى أن الهجوم الإلكتروني أرخص بكثير من الأسلحة التقليدية، ويمكن أن يكون له أفضل التأثيرات المطلوبة. ونتيجة لذلك، فإن حروب الفضاء الإلكترونية أصبحت عنصراً مهيمناً في الترسانة العسكرية لكل بلد متقدم. وبالنسبة إلى الآخرين، فإن تلك الهجمات لا تقل عن غيرها من الهجمات افتقاراً إلى الأخلاق؛ نظراً لأن كليهما سلوك عدواني ومعادٍ للمجتمع. وعلى أي حال، فإن تكنولوجيا الحاسبات بلغت من التطور ما يكفي لأن نضع بشأنها منظومة أخلاقية متكاملة، وليس مجرد مجموعة من المبادئ التوجيهية. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط