بقلم : حسن المياح – البصرة ..
٢٠٢٢/١٢/٢٠م
الله جميل ويحب الجمال ، وكل ما يخرج من الله هو جميل ، ومنتهى عز الجمال ، وحقيقة جوهر الجمال … ، ومن ، وما ، هو الأجمل من النور الأبلج لما ينشر أشعته النورية لتملأ الخافقين ، وهو الصادر من جمال وجلال نور السموات والأرض ، الذي مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ، يوقد من شجرة مباركة زيتونة ، لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس ، والله بكل شيء عليم … ؟؟؟ !!! وأكيدآ الله سبحانه وتعالى يعلم ما توسوس به نفس الإنسان ، وأنه أقرب الى الإنسان من حبل الوريد …
ولما يتحدث الأخ الأستاذ مقدم برنامج البوصلة البارحة ٢٠٢٢/١٢/١٩م ، من على شاشة فضائية { anb } , ويصف الإسلام السياسي ، ومن خلال تجربة قيادة حزب الدعوة《 والإسلام هو دين الله الجميل المبعوث إشعاع هداية لكل الناس من مصدر النور الأساس ، والذي أساسه وجوهره ومادته نور ، فهو النور والجمال ، وما الجمال إلا مصداق من مصاديق النور ، وما خلاه ، فهو ليس بجمال ، وكل شيء الى أصله مردود 》》بأنه لا يريد ، ولا يحب ، ولا يرغب ، ولا يفضل ، ولا يتفاعل مع الجمال ، ولا مع الجميل …. لذلك فإن ما ينتجه من عمل وعطاء ونتاج وإنجاز ، فهو ليس جميلآ ، ولا يمت بأي صلة الى الجميل ، ولا بعلاقة بالجمال ، وذلك لأنه عدو للجمال …. وأكيدآ فإن موقفه ، ووجوده ، ومقامه ، لا ينتج الجميل ، ولا البهي ، ولا المنير ، ولا المضيء ، وما الى ذلك من أوصاف النورية والجمال …… ولا أدري هل أن دين الله الإسلام العظيم —- في نظر أستاذنا الكبير مقدم برنامج البوصلة الذي لم يكن موفقآ في تقديمه تلك الليلة البارحة الماضية ، وهذا مما أشار اليه عدة مرات في حديثه وإسترسال كلامه وإطالة تقديمه هو بنفسه لما يقول《 أنا اليوم إيجابي تمامآ 》 ، والإبتسامة المشوشة غير القانعة تملأ جوانبآ من سحنة وجهه اللطيف المعبر من خلال بسط وقبض تقاسميه المتلونة واقع حال ، اللامسيطر عليها ، الشفيفة ، مهما حاول جاهدآ بإنهماك فوق العادة ، وبما يزجيه من عذوبة زركشة الكلام المرتب المصفط ، ومن ولادة عسر رونقة في التقديم ديباجات مدح وثناء وإطراء ، الله تعالى يعلم سرها وغايتها ، وإن خالها على المشاهدين ، فهي عند الله عالم الأسرار ، والراسخين في العلم المطلعين والمنكشف لهم ، تعلم ….. والمشاهد المتابع لبرنامج أستاذنا الكبير مقدم البرنامج —- بما للأستاذ المقدم من ألمعية إعلامية ، ولوذعية إحاطة ومقدرة وتنظيم بروتوكولات برستيج وديباجة تقديم —- لا يخفى عليه حال الإرتباك والإضطراب الذي هو فيه وعليه ، وهو الشاك المقتنع الذي ورط نفسه بعمل هو غير مقبل عليه ، ولا أظنه يرغب فيه ، ولا هو الراضي به ، لأنه جعل منه —- وهو يعلم ذلك — ضحية إفتراس في خانة تناقض مع ما هو عليه من إعتياد سجية وطبيعة ومزاج تقديم ممتاز عالي جناب معروف مشهور —- وهو الأروع والألمع في تقديم برناج البوصلة لما يتحدث عن المعاناة والتأوهات ، والحرمانات والتضجرات ، والمظالم وضياع وإستلاب حقوق الشعب العراقي والثروات ، وما الى ذلك من إثارات وتناولات ، وتفسيرات وتحليلات ، وإنشدادات وإسترخاءات …. وبنقد موضوعي معزز بالأدلة ، والإثباتات الكلامية ( البراهين ) ، والأفلام الفيديوية ، والوثائق الرسمية الدقيقة —- .
وأستاذنا الكبير مقدم البرنامج المبجل المحترم لما تحدث – – – وأنا أكبر فيه الروح الوطنية العالية السامقة المرفرفة ، وأعظم له هذا الإندفاع المشجع ، لما يلج إنغماسآ عميقآ بالشرح المفصل المسهب واصفآ التهيؤ الناجز ، والإستعداد المتمكن ، وجمال حسن الصنع الإداري والفني واللوجستي ، وما الى ذلك من تحضيرات وإحتياجات لإقامة بطولة خليجي ٢٥ بكرة القدم ، ليظهر محافظتنا الغرة العزيزة محافظة البصرة ، وعراقنا الأشم الأوسم العراق العظيم ، بإشراقة الحلة الجميلة الواعدة المرتقبة …..
ولكني أتساءل منه ، وأستفهم ….. ما وجه الربط لخيبة وفشل حزب الدعوة الإسلامية لما كان حاكمآ * كما هو يعتقد * في إظهار جمالية ناحية سفوان في زمن وجودهم الحاكم كما يصور الأخ الأستاذ مقدم البرنامج —- { وللعلم أن ملعب البصرة وبناء المدينة الرياضية كان إنجازآ مهمآ يشار اليه بالبنان الواضح المنتصب في زمن حاكمية حزب الدعوة —- لو سلمنا جدلآ وإفتراضآ بحاكميته المتفردة – وهذا / أي شأن الحاكمية المنفردة / غير صحيح ، ولا هو الواقع – } كما هو يدعي ، ويزعم ، ويؤكد ، وبه — في حلقة برنامج البوصلة البارحة — وقد تحدث بذلك صراحآ علنآ مكشوفآ —- …. وعداء الإسلام السياسي للجميل والجمال والجمالية ….. ؟؟؟ !!! ولماذا حزب الدعوة الإسلامية تحديدآ وتعيينآ ، وتخصيصآ وتعينآ …. ؟؟؟ !!!
وهل يقاس الإسلام العظيم دين الله الخاتم سبحانه وتعالى بجلال خالقه ، وعظمة عقيدته ، وشمول إستيعاب تشريعاته ، ووسع مفاهيم قرآنه ، وحسن دقة وضبط سبك نظامه السياسي الإجتماعي ، وجمال سلوكه ، ونبل وكياسة أخلاقه …. محدودية وتحجيمآ ، بتشكيل حزب محدود معين مؤقت —- مثلما هي الأحزاب الأخرى —- يساير الأحزاب العلمانية الدنيوية تنافسآ سياسيآ ، يرفع شعار الإسلام يافطة تعريف ، على أنه هو الإسلام العظيم دين الله العالمي الشامل …. ؟؟؟ !!!
أو هل نعتبر أن مجموعة من الأفراد المسلمين إجتمعوا تنظيمآ سياسيآ حزبيآ ، مهما كان أسم ذلك الحزب ، حزب الدعوة الإسلامية ، أو غيره من الأحزاب الإسلامية ، ولم يفسح للإسلام أن يفرض حاكميته المطلقة المستوعبة الشاملة المتفردة ، قيادة نظام حياة سياسية إجتماعية …. وفشل أولئك الأفراد الإسلاميون المتحزبون في قيادة التجربة …… أن الإسلام الذي هو الواقع والحقيقة كدين إلهي ورسالة إلاهية سماوية ….. ، ومن خلال الفرد الإنسان السياسي المتحزب المسلم الذي يدعى له المظهرية ، ويزعم له التمثيل ، للإسلام ، وفق ما يصدر من شيطنة وتسميه رأي البدع والأساطير الغربية والشرقية ….. ، على أن الإسلام السياسي { وهذا وهم وكذب ، وغش وخداع ، وتدليس ودجل ، لأن هذه التسمية الإسلام السياسي } هي بدعة غربية إستعمارية مجرمة ، الغرض منها تشويه سمعة الإسلام ، ومحاربته ، من أجل القضاء عليه ، ومحوه } لا يصلح أن يقود الحياة …..
وأستاذنا الكبير مقدم برنامج البوصلة ، يقول أن الإسلام السياسي《 لعله لعقدة نفسية يتحسسها من حزب الدعوة الإسلامية خصيصآ ، وإلا لماذا عين وخص حزب الدعوة بالذكر فقط 》قد فشل في قيادة التجربة ، وأنه معاد للجمال لفشله في تجميل مدخل ناحية سفوان للقادم من الكويت ، أو المغادر منفذ سفوان ….. ، وعلى أساس هذا ، لا يترجى من حزب الدعوة ( والإسلام السياسي ، كما يحلو له ، ويصر عليه ، في أن يسميه ) الجميل ….. !!! ؟؟؟