بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عندما يفلس التاجر يفتّش في دفاتره القديمة، وعندما يفلس الكوميدي يتحول إلى مهرج أو قرقوز، فقد سخر (احمد آدم القرموطي) طويلا في حملاته التهريجية المتوالية بمونديال قطر، وأطلق (ابو علي الشيباني) تكهناته، التي تنبأ فيها بفشل هذا الحدث الرياضي، وأقسم الاثنان بالطلاق بعدم إقامة المونديال، وربما سبقهما اللاعب الكويتي (جاسم بهمن) الذي زعم انه رأي في عالم المنام ان المونديال لن يقام هنا. .
لقد قدم القطريون إنموذجا مشرفاً في تنظيمهم بطولة افضل مونديال شهدته مسابقات كرة القدم على مدى 90 سنة. فسكت القرموطي، ولاذ الشيباني بالصمت المطبق، وجن جنون جاسم بهمن، وحققت المنتخبات العربية (المغرب- السعودية – تونس) فوزاً عظيماً على الارجنتين وفرنسا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال. .
وهكذا سقطت كل محاولات حرمان الخليج من استضافة المونديال، عبر الاعتراضات الرسمية بقنوات مختلفة، أو عبر التشويش الإعلامي، وجاء اليوم الموعود الذي أعدت له دولة قطر كل ما يلزم من تجهيزات كي يخرج المشهد متقناً مبهراً تماماً، وكي يخرج الكلام المنصف المعبر عن الواقع (فعلتها قطر). وسبقتها الإمارات في استضافة أكثر من 190 دولة لمدة 182 يوماً لأول مرة في الوطن العربي في اكسبو دبي. ونجحت السعودية فبل بضعة أسابيع في استضافة القمة العربية الصينية. .
أغلب الظن ان الاتحاد الدولي لكرة القدم سيعيد النظر في نظام بطولة كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة أو المكسيك أو كندا. وذلك في ضوء النجاحات التي تميز بها مونديال الدوحة، وفي ظل أجواء رائعة عاشها عشاق كرة القدم حول العالم مع مباريات المونديال 2022، وتتوارد الآن إلى الأذهان بعض التساؤلات حول المستجدات التي ستضاف إلى البطولة القادمة 2026. حيث تسبب المبدعون في إحراج البلدان المرشحة لتنظيم المونديال القادم. .