بقلم: حسن المياح – البصرة ..
٢٠٢٢/١٢/٢٨م
لما البرلمان ليس فيه معارضة ؛ وأنما هو كله مولاة للحكومة … ، فإنه حقيقة تعبير عن ثوب يستر ويغطي عورة الحكومة من أن تنكشف أعضاء عورتها ، وتبان ، وتنفضح ، وتنشهر ، لما يكون لها حياء من الله وخجل من الشعب ، وخشية أدب ورعدة خلق ……ولذلك تراه لما يقوم بالواجب المحتم عليه ، والذي هو إختصاصه وماهية وطبيعة وجوده المتمثلة في التشريع والمراقبة والمتابعة والمحاسبة ، فهو لا يشرع ما هو الواجب عليه لخدمة الشعب بإعتبار أن أعضاءه هم نواب وممثلون الشعب ، ولا يراقب عمل الحكومة ، ولا هو يتابع أساليب العمل والتصرف الحكومي ، وما الى ذلك من واجباته المناطة به …… بل ، ولكن ، هو يذهب تشريعآ الى ما تريده الحكومة ، وتطلبه ، وتحتاجه ، لبقاء وديمومة سلطان ذاتها ، والى ما يخدم إستمرار وجودها المكيافيلي الحاكم المتسلط ، والى ما يحافظ على تصعلكها الجاهلي البدوي الصحراوي المغير سرقات ونهبآ لثروات الشعب العراقي المظلوم المستضعف الممتحن من طغمة فاسدة مجرمة متسلطة ، وما الى ذلك من إستفادات حكومية ، ودفوعات تبريرية ، وثناءات تشجيعية ، وأغطيات ضبابية تحجب رؤية الشعب العراقي عما تقوم به الحكومة من أفعال تضر الشعب العراقي ، وأعمال تبدد ثرواته وخيراته وكل تفرعات وجوداته الإنسانية الإلهية الكريمة القويمة المستقيمة التي على أساسها البنائي خلقه الله سبحانه وتعالى ، وكونه ، وقومه ، ورعاه ، ورزقه ، ومن عليه بفيوضاته …… ؟؟؟ !!!
وهذا هو الوصف الحقيقي الطبيعي الواقعي الدقيق الناعت على ما هو عليه حال البرلمان العراقي الحالي في دورته الخامسة المبتدئة من عام ٢٠٢١م ، وأنه《 أي البرلمان العراقي بكل أعضاءه 》الشريك في جريمة هلاك الشعب العراقي مما يصيبه من أزمات قحط ، وهدر ثروات ، وغسيل أموال ، وقضاء على حرية التعبير ، وتجويع ، وغلاء معيش ، وإرتفاع سعر الدولار الأميركي السيد المستبد الدكتاتور المتفرد السلطان الحاكم الناقم ، وسوء الخدمات ، وضياع الكفاءات والطاقات البشرية والمادية والمعنوية وكل ما هو قوة وطاقة في العراق الغني الثري العظيم ….. والبرلمان العراقي —- بالوصف الطبي —- هو مثل شراب التايكر { Tiger } للحكومة لتقوية طاقة بناء وجودها الحاكم الظالم السلطان الدكتاتوري المتفرد القاهر ، وهذا الشراب هو المقوي للطاقة يستخدمه ويتناوله الشباب والرياضيون ، ليزودهم بالقوة والإنتفاش والتورم والإنتعاش الآني ، وبعدها تظهر مضاعفاته الكامشة الضامرة ، المضعفة الناخرة ، السالبة الشافطة ، التي تؤثر على صحة من يتعاطاه ويستخدمه ويستفيد منه غشآ وخداعآ وغدرآ وشيطنة وأبلسة …… وهو《 أي البرلمان العراقي بكل أعضاءه 》الأفيون المخدر الذي يؤمل الشعب بتخيلات رومانسية مجنحة طائرة حالمة ، لما هو سفهآ معروفآ يتحدث إعلامآ بأنه سيعمل كذا وكذا ، وأنه سيقرأ القانون الفلاني القراءة الأولى ، وأنه سيمنح المتقاعدين والرعاية الآجتماعية والموظفين زيادات في الرواتب ، وأنه سيثبت أصحاب العقود الذين قضوآ مجانآ في الخدمة وطر سنين عديدة …… وما الى ذلك من مغذيات ، وتخديرات ، وتبنيجات للأعصاب ، وتغييب للوعي والشعور ، وتجميد للضمير والوجدان ، حتى لا يكون ، ولا يقوم ، الشعب العراقي في نشاط إنتشار تظاهرات جماهيرية كثيفة عارمة صاخة ، لافحة هاجرة ، نافخة قالعة ، شالعة ناسفة ، لكل مسؤول صعلوك فاسد متربع على كرسي النهب والبلطجة ، والتهجير وتكميم الأفواه ، والتجويع والقتل ، وما الى ذلك من منتوج مخلفات المسؤول الحاكم الفاسد والفساد ، والسلطان الدكتاتور المنحرف والإنحراف ……
وما مسألة وقضية إرتفاع سعر الدولار بالنسبة للدينار العراقي ، إلا البركان النار المتجمر ، والمرجل الحار الفائر الذي يغلي إنفجار حال وجود كامن ، وهو الصابر المتوثب الحليم …. ؟؟؟ وأنه《 أي سعر الدولار المرتفع 》هو المحك الأساس الجوهري لبقاء الحكومة ، من سقوطها ، إذا إستمر الحال غليانآ مشتعلآ متوهجآ ، على ما هو عليه ، وزيادة ….. وهذه هي النذر لمن له قلب ينبض بالحياة ، وعقل واع يفكر في الأمور ، وضمير يحاسب ، ووجدان يدفع الى العمل الصالح ….وإلا فإن آخر الدواء … هو الكي …. كما يقول المثل العربي المشهور المعمول على أساسه ….. ؟؟؟
وما التظاهرات التي تجوب الشوارع في بغداد ، وغيرها من المحافظات ، إلا بوادر وطوالع وطلوعات حشود تهيئة لتظاهرات جماهيرية غفيرة واسعة ، منتفضة غاضبة ، راعشة راجفة ، مضحية مستأسدة ، مطالبة بحقوقها المسلوبة والمنهوبة والمسروقة والمسيطر عليها والمفقودة ……؟؟؟ وأول الغيث الهمى ، والقطرات القليلة النازلة المتفرقة ….. !!! ؟؟؟
فهل هناك من أذن واعية …. ؟؟؟ !!!