بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اصبحت اوروبا ومن خلفها الناتو والبنتاغون عازمة أكثر من أي وقت مضى على توسيع رقعة حروبهم الكونية، فهل سيتكرر سيناريوهات الكوارث التي اندلعت عام 1914، ثم اندلعت عام 1939 ؟. .
فعلى الرغم من عدم اشتراك البلدان الفقيرة في الحرب العالمية الاولى، لكنها كانت هي الضحية، لأنها تعرضت لحملات ضارية تمثلت بالتوسع الاستعماري في آسيا وافريقيا وأماكن متفرقة من العالم، وظهرت بعدها خارطة جديدة للبلدان العربية، وصارت القوى الدولية المنتصرة هي المخوّلة بتعيين الملوك والرؤساء، وهي المتسلطة على الحكومات الضعيفة. .
وشهدت الحرب العالمية الثانية صعوداً طاغياً لقوتين عظيمتين، هما: الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية. فبعد ان كانا حلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، أصبحا منافسين على الساحة العالمية. وأنتج هذا التنافس ما يعرف بالحرب الباردة. لأن الصراع بينهما لم يتحول إلى حرب علنية بل كانت حرب جواسيس، وسياسة تخريب وحرب بالوكالة. وتمخض صراعهما عن تركيبة جديدة لبلدان أوروبا الغربية، في حين ظلت أوروبا الشرقية تحت النفوذ السوفيتي مما ادي إلى خلق حاجز معنوي عُرف بالستار الحديدي، وذلك نسبة الي تقسيم أوروبا إلى كتلة غربية بقيادة الولايات المتحدة، وكتلة شرقية بقيادة السوفيات. .
وليس لدينا الآن أي تصور عن حجم الأضرار والمتغيرات التي ستطرأ على خارطة العالم، سيما ان بوادر المتغيرات بدأت منذ الآن بتشكيل قوة للتدخل السريع يقودها حلف الناتو من دون حاجة لأخذ موافقة مجلس الأمن الدولي، بينما تسعى الدول الكبرى لتشكيل تحالفات عسكرية في جنوب شرق آسيا وفي شبه القارة الهندية، وبين البلدان الاوراسيوية. لكننا لا نعلم شيئا حتى الآن عن حجم الخسائر الفادحة التي سندفع فواتيرها شئنا أم أبينا. .