بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
صورة عجيبة ترسمها لنا وزارة الصناعة العراقية تسوّق فيها بالوثائق أنواعاً مثيرة للجدل من المعامل التي لا تعمل، وربما لا وجود لها على أرض الواقع. .
معامل للنسيج لا تنتج النسيج. بل تستورده من خارج العراق، وجميع مستورداتها من النسيج معفاة من الرسوم الضريبية والجمركية. وبكميات واحجام تذهل العقول. .
فالكتاب الصادرة من قسم الاستيراد في وزارة الصناعة، والمعنون إلى الهيئة العامة للجمارك بالرقم / ق س 205 في 19 / 1 / 2022، يتضمن تقديم التسهيلات والإعفاءات الجمركية لمعمل (نسيج الانوار) في محافظة بابل. والسماح بدخول 5000 طناً من ألياف البولستر عن طريق منفذ المنذرية، وادخال المواد التالية عن طريق منفذ زرباطية:-
- خمسة آلاف طن أقمشة مختلفة.
- عشرة آلاف طن مفروشات (موكيت).
- ثلاثة آلاف طن قماش الچوادر.
- ألفا طن (2000) حبال مختلفة الأنواع.
- اربعة آلاف طن نايلون تغليف.
- ثلاثة آلاف طن خيوط مختلفة.
وهذه المواد النسيجية لا ينتجها معمل النسيج وانما يستوردها من إيران. وهي معفاة من الرسوم الجمركية والضريبية، وعلى عينك يا تاجر. .
يبدو من خلال المراسلات ان هيئة الجمارك ارتابت وشككت بالموضوع، فطالبت وزارة الصناعة بصحة صدور الكتاب المشار اليه في الاعلى. فاجابتها الوزارة بسرعة البرق بالكتاب / ق س 407 في 30 / 1 / 2022 تؤكد فيه دعمها لهذا المعمل الذي لا يعمل، والذي يعتمد على المواد المستوردة والمعفاة من كل الرسوم. .
وهكذا رُفعت الاقلام وجفت الصحف في غضون شهر واحد، هو الشهر الاول من العام الماضي 2022. واستكملت الدوائر المعنية إجراءات فتح منافذنا الشرقية لكي تتدفق منها آلاف الأطنان، من دون ان يدفع المستورد فلساً واحداً للدولة، التي تنازلت عن حقوقها لصالح معمل الأنوار. ويتعين على معاملنا المحلية المتخصصة بإنتاج النسيج تعطيل خطوطها الإنتاجية ، وتسريح موظفيها، وإعلان الحداد على ضياع مستقبل الصناعة في البلاد. .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.