بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
حتى فضائيات الخصوم والأعداد في مراحلها العدوانية المتعاقبة لم تتحامل على الشعب العراقي مثلما تحاملت عليه بعض الفضائيات العراقية التي امتهنت الإساءة. .
ولم نر في حياتنا فضائيات تنبش في صغائر الأمور بغية العثور على الهفوات والعثرات والأخطاء حتى لو كانت غير مؤثرة لكي تسيء إلينا بطرقها الدونية التي لا تختلف أبداً عن سلوك القرود والسعادين. .
لسنا هنا بصدد استعراض توجهاتها المشينة، ولا بصدد تعداد مواقفها المشبعة بالكراهية، ولكن يكفي ان نذكر انه في الوقت الذي كانت تتغنى فيه الفضائيات الخليجية بأمجاد العراق ونقاوة شعبه، اثناء إقامة بطولة كأس الخليج في البصرة، كانت بعض الفضائيات العراقية تتفنن في نشر الأكاذيب، وتسعى لتشويه صورتنا بأساليب دنيئة تدس فيها السم بالعسل. .
وفي الوقت الذي تنشغل فيه الفضائيات كلها بنقل أحداث المباريات، كانت الفضائيات المسيئة تقطع برامجها لكي تنقل للناس حوادث التصادم على الطرق الخارجية، التي تحدث في كل البلدان، أو لكي تشغلنا بأخبار تدهور أسعار صرف الدينار مقابل الدولار الأمريكي، أو لكي تشكك بأصالة أبناء جنوب العراق، أو لكي تنشر خبراً قديماً عن النزاعات العشائرية المسلحة المتفجرة هنا وهناك. .
نشعر أحيانا انها أوصت مراسليها برصد المواقف المثيرة بالصوت والصورة. فكان من الطبيعي ان يكتشف الشعب التوجهات العدوانية لفضائيات القرود المشاكسة، التي لا شغل لها سوى التسفيه والتسطيح ونشر ثقافة التفاهة. والمثير للدهشة انها لم تكن عادلة في التفاعل مع الجماهير المتعطشة لتحقيق النصر الكروي والاخلاقي. فكانت كاميراتها تتجول خلسة في الازقة الممتلئة بمياه الأمطار فتصورها من عدة زوايا، أو لتعرض للمشاهدين صورة امرأة طاعنة في السن تحمل راية العراق بالمقلوب (ربما لا تدري، وربما فقدت بصرها)، وهكذا ظلت عدساتها تحوم هنا وهناك خارج نطاق الحدث الاكبر لكي ترسم صورة مشوهة، فتراها تكرس وقتها كله للنيل من العراق والعراقيين بينما تبث برامجها من خارج العراق، ذلك لأنها تعمل بأجندات تسقيطية لا تريد الخير لبلاد الرافدين. .
ألا تباً لكل من يكره الشعب العراقي ويناصبه العداء. . .