بقلم: هادي جلو مرعي ..
زيارة رسمية محفوفة بالأمل قام بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى العاصمة الفرنسية باريس، وأستقبل في الأليزيه من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي يتطلع الى الشرق، وعينه على بغداد التي يرغب بزيارتها بين حين وٱخر أملا في شراكة واعدة من أجل مستقبل علاقات مختلف، وأكثر حيوية بحثا عن مشاريع كبرى، وإستثمارات يحتاجها العراق بقوة نظرا لظروف تعطيل قسرية منذ ثمانينيات القرن الماضي كانت العلاقات خلالها بين العاصمتين تتارجح بفعل السياسة والمخاوف من سلوك نظام الحكم، وعدم الثقة بمايجري من أحداث جسيمة كانت واحدة منها الحرب العراقية الإيرانية.
يحتاج العراق الى إستثمارات كبرى في قطاعات أبرزها ملف الطاقة الواعد الذي فشلت حكومات متعاقبة في معالجته، وبالرغم من تفاهمات مماثلة بين السوداني والمستشار الألماني شولتس المشغول بدبابات ليوبارد التي صارت حديث الإعلام والسياسة إلا إن التعويل على ألمانيا محدود للغاية بسبب طبيعة السلوك الفرنسي، ونوايا باريس المفتوحة والمتحفزة التي لاتمتلكها برلين، وعلى العموم فالتعويل على طرف بعينه قد لايكون مجديا، ومن المفيد الإنفتاح على الجميع.
لفت إنتباهي لقاء المهندس عمار موسى كاظم أمين بغداد بعمدة باريس السيدة ٱن هيدالغو، وهو لقاء واعد يفتح ٱفاقا لتطلعات كبيرة لبغداد تحديدا التي يمكن أن يستلهم نموذج الإعمار والبناء والحضارة الباريسية والتقنيات العالية لتكون سبيلا للنهوض بواقعها حيث التطلع لبنى تحتية، وعمران يتطلب جهودا جبارة، وعملا كبيرا تقوم به شركات، وتوظف له خبرات أنتجت ماوصلت إليه عاصمة النور خاصة وإن التفاهمات مع الرئيس الفرنسي شملت قطاعات عدة مع تطلع فرنسي لدخول السوق العراقية، والخوض في تجربة إستثمار كبيرة، فباريس ترغب بما هو أبعد من الإقتصاد الى تفعيل شراكة إستراتيجية يمكن ان تكون مستديمة شرط أن لايتحول العراق الى قاعدة لإستهداف أي بلد مجاور، وهو ماتؤكده بغداد غالبا بأنها ليست طرفا في مشكلة، وتبتعد عن سياسة المحاور، وتريد علاقة متوازنة مع البلدان القريبة والبعيدة، وتهدف الى تصفير المشاكل، والمساهمة في نشر السلام.
القادم بوست