بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اقتنعت الدراسات التخمينية حتى الآن بأن تعداد المجرات في الكون يتراوح بين 100 مليار إلى 200 مليار، وكل مجرة فيها 100 مليون مجموعة، ولكل مجموعة عدد من الكواكب والأقمار، فمن غير المعقول ان سكان كوكب الارض هم المخلوقات الوحيدة التي تعيش في هذا الكون الفسيح ؟. ومن غير المعقول أيضاً ان يكون هذا الكون بكل مجراته المليارية مخصصاً فقط لمخلوقات كوكب الأرض ؟. .
يتعذر علينا في الواقع الجزم بخلو الكواكب التي تبعد عن مجرتنا مئات السنوات الضوئية. ويعوّل العلماء كثيرا على تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي تم إطلاقه في نهاية عام 2021 ، حيث أكتسبت مهمات البحث عن حياة فضائية عمقاً حقيقياً يستدعي الاهتمام بمشاريع الغوص إلى أعمق من ذلك لنشر تلسكوبات أكثر قوة. .
من ناحية أخرى أثارت الصخور والنيازك التي تم رصدها مؤخراً الجدل حول أصولها، كما فعلت الإشارة الراديوية الغامضة التي تم اكتشافها من النجم Proxima Centauri، على بعد أربع سنوات ضوئية فقط من الأرض. .
ولدى العلماء الآن قناعات راسخة بوجود حياة خارج كوكب الأرض، وربما يكون الكون ممتلئاً بكائنات غير متوقعة ومختلفة جداً عنا. .
لا شك ان هذا الكون الهائل يقع خارج نطاق عقولنا البشرية، وكان العالم كارل ساجان (Carl Sagan) من أشد المؤمنين بأنه يضج بالكائنات الذكية. وقد نجح بالفعل في إثبات رؤيته بالمنطق الاستدلالي والحجج العلمية، وكان يقول: (إن الادعاءات غير العادية – حتى لو كانت تدعم أحلامك الأكثر رغبة – تتطلب أدلة غير عادية). .
ولدينا دلالات قرآنية واضحة على وجود عوالم مختلفة في هذا الفضاء الواسع الذي يحيط بنا، وهذه العوالم تختلف أو تتفق معنا لكنها موجودة. .
من بين تلك الآيات القرآنية قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)، تلك الآيه القرآنية التي تتحدث عن وجود العديد من الكائنات والمخلوقات في الكون. فبمجرد أن يأتي ذكر المخلوقات من غير البشر، نتذكر الجان والملائكة، في حين أن المقصود هنا ليسوا هؤلاء، والسبب في ذلك أن كلمة (دابة) تعني تلك الكائنات التي خلقت من أصل مائي، والجان خلق من نار، والملائكة خلقوا من نور، وهذا ليس له معنى سوى أن هناك كائنات أخرى سواهم، وهناك العديد من الدلائل القرآنية على هذا الوصف، فكان من بينها قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)، وهذا دليل قاطع على أن الملائكة ليست من ضمن الدواب. أما بالنسبة لأماكن وجود هذه الكائنات فمن الموضح في هذه الأيات أنها منتشرة في مختلف طبقات السماء، وفي مختلف الكواكب. .
من غرائب سكان الأرض ان الامريكان وضعوا طفلة فلبينية في حديقة الحيوان عام 1906، وكانوا يتعاملون معها وكأنها من فصيلة القرود، فيرمون لها الطعام. ولم يستطع الغرب قبول الآسيويين والأفارقة إلا منذ 70 عاماً، ولا ندري كيف سيكون تعاملهم مع سكان الكواكب الاخرى ؟. .
وللحديث بقية. . .