بقلم: اياد السماوي ..
لست مبالغا إذا قلت أنّ أفضل من جسدّ نظرية واحد بمطي وعشرة بجحش ، هم الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني شركاؤنا في الحكومة وليس الوطن ، فكما هو معلوم للجميع أنّ الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يعتبرون العراق الحالي وطنا لهم ، لكنهم مجبورون على التعايش معنا في الوطن لعدم قدرتهم على الانفصال عن العراق .. فالأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني يعتبرون العلاقة مع الحكومة الاتحادية هي علاقة من طرف واحد ، فهم شركاء في موارد الحكومة الاتحادية وفي جميع مناصب الدولة العليا ، لكن ليس للشعب العراقي أي شيء في موارد كردستان أو لسريان قوانين المؤسسات الاتحادية على كردستان .. وفي موضوع النفط والغاز والموارد المالية الأخرى ليس للحكومة الاتحادية شيء فيها قط ، والحقيقة أنّ القائد التاريخي للحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي أحترمه كثيرا هو خير من جسدّ نظرية واحد بمطي وعشرة بجحش في علاقته مع الحكومة الاتحادية ، ففي كل عام يتفق مع الحكومة الاتحادية في قانون الموازنة على تسليم ٢٥٠ ألف برميل من النفط الى الحكومة الاتحادية ، ولا يسلم منها برميلا واحدا ، علما أنّ هذه الكمية ليست سوى سدس كمية النفط المنتج في كردستان عدا الغاز الذي لا يذكره قانون الموازنة ، وعندما انتفضت المحكمة الاتحادية العليا لهذا الظلم وهذا النهب لثروات الشعب ، انتفض الأخوة في الحزب الديمقراطي ومعهم جناب الزعيم مسعود وثارت ثائرتهم على المحكمة ورجالها الشجعان ، ليس لسبب سوى لأنّ هذه المحكمة قد وضعت حدا لاستمرار نظرية واحد بمطي وعشرة بجحش ، وبدوري أقول للأخ الزعيم أبا مسرور ، لا عودة بعد قرار المحكمة الاتحادية التاريخي رقم ١٧٠ / اتحادية / ٢٠٢٢ ، إلى هذه النظرية مطلقا ، الشعب العراقي بأسره عربا وكردا وتركمانا يقف مع المحكمة الاتحادية العليا في تصديها البطولي لصيانة ثروات العراقيين من النهب والسلب .. وعلى الأخوة الكرد في الديمقراطي الكردستاني التعايش مع الوضع الجديد ..