بقلم: د. جابر الجابري ..
منذ صباح الأمس وقلوبنا تتقطع بعدد الضحايا الذين تزداد أرقامهم مع حركة عقارب الساعة ونتابع بحرقة المفجوع آثار الدمار الهائل الذي أحدثته الزلزلة لأن ما يوجعكم يوجعنا وما يفجعكم يفجعنا نحن العراقيين (جاركم ) الذي يقاسم المفجوعين فجائعهم ويؤي اللاجئين واللائذين به ويستضيف الملايين على موائده المفتوحة مدّ البصر .. رغم أن أرضكم أطلقت مئات الآف الجرذان البشرية السائبة لتجتاح مدننا وتشرد الملايين من اهلها ودفعت بجيشكم وآلياتكم لتنتهك حرمة ارضنا وترابنا مستغلين ضعفنا بفعل التآمر العالمي علينا وساهمت بتهريب ثرواتنا النفطية والنقدية وآوت الفارين من قبضة العدالة وتواطأت مع التكفيريين ووحوش الصحراء والمغاور وأبناء الزنا على قتل خيرة أبنائنا وانتهاك اعراضنا ومقدساتنا وبنت السدود لتحرمنا حتى من الماء وتأنس بجفاف الجنوب وهلاك اهله مع ما يملكون من حرث ونسل ..
رغم ذلك كله لم نلتفت الى الوراء بل هبت أسراب الرجال براً وجواً تحمل ما وسعته ايديها من وسائل الانقاذ والمساعدات والدعم وفتحنا الحدود على مصراعيها لإيواء المشردين والفارين من تحت أنقاضهم وعيوننا يملؤها الدمع على مأساة اطفالكم ونسائكم وشيوخكم وشبابكم ..
وكما نحن معكم بيدنا اليمنى فنحن مع الجارة الشقيقة سوريا في نكبتها باليد اليسرى لم تمنعنا طائرات (الدرون )التي ترصد دبيب النمل ولا الحصار الهمجي الدولي ولا قطيعة أعراب العار لها … بل زحفنا أرضاً وطرنا فضاءً لنسعف جراحها الدامية وضحاياها البريئة تحت ركام الدمار الهائل ..
هذا هو عراق الأنبياء والأولياء والشهداء – يا سيد أردوغان – كالجسد الواحد لإشقائه وجيرانه – يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة – فليكن لكم درساً بليغاً وحجةً تبعث على الندم والإقرار بالذنب وإصلاح ما دمرته المطامع العمياء والمصالح الجوفاء….بين بلد لا ينام على ضيم أخوته وأصدقائه وبين من لا يتلذذ الا بجوعه وعريه وموته
إنا لقومٌ أبت أخلاقنا شرفاً
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
ابو مدين