بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
يبكي البرادعي ويذرف الدموع على اللبن المسكوب، وهو الذي سكب اللبن في عز الصيف (بالصيف ضيعت اللبن)، فبعد ان سكب اللبن العربي وأهدر حقه، وبعد ان كان العنصر الأساس في تلفيق التقارير الدولية ضد العراق، صار هو الذي يتباكى على اللبن العربي المسكوب، ويرسل مقالاته التمويهية إلى قناة الجزيرة، والتي كان آخرها مقالته الموسومة: (المنطقة من سيّئ إلى أسوأ.. ومن هنا نبدأ مواجهة الأخطار). .
ظل البرادعي متفانياً في خدمة امريكا وتطلعاتها العدوانية في منطقة الشرق الأوسط ، وكان لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يديرها الدور الفاعل في تحريض المجتمع الدولي ضد العراق، تلك التقارير التي كانت السبب الرئيس في إشعال فتيل الحروب، وتحريك قوات التحالف لغزو العراق وتدميره، وهو الذي كان يتهم العراق بحيازة اسلحة التدمير الشامل، وتبيّن فيما بعد ان تلك الأسلحة كانت أكذوبة باعتراف امريكا نفسها، في حين لم يعترف البرادعي بضلوعه في التزييف والتلفيق والافتراء ضد بلد عريق من بلدان المنطقة، ثم يعود إلينا البرادعي بعد خراب البصرة ليحذرنا من إنزلاق المنطقة نحو الأسوأ بعد ان قبض ثمن هذا الانزلاق، وحاز على جائزة نوبل للسلام كغراب من غربان الخراب الدائم والدمار الحاصل . .
والبرادعي هو الذي وافق على وضع الرئيس المصري المنتخب في السجن بعد عام واحد من حكمه، بالإضافة إلى صمته عن تصفية كاملة لفصائل مصرية معظم مؤيديها وشبابها، إن لم يكن جميعهم، في السجون بأحكام لعشرات السنين والإعدام. .
لكن ضمير البرادعي استيقظ فجأة عام 2011 ليعترف بالخداع بكتابه الموسوم (زمن الخداع) Age of deception في محاولة فاشلة لتبرئة نفسه، والتنصل من ولاءه المطلق للقوى المعادية للمنطقة، تلك المنطقة التي يتباكى عليها الآن بدموع التماسيح. وظهر البردعي في كتابه كأنه هو الذي ساب الحمار ومسك البردعة، أو ان البرادعي هو الذي جاي يتشطر على البردعة (مقدرش على الحمار اتشطر على البردعة). وما أكثر المتلونين الذين ساروا على نهج البرادعي وإن لم يتبردعوا. .