بقلم : هادي جلو مرعي ..
لايتردد طرفا المفاوضات سواء الكردي القادم من اربيل، أو الحكومي في بغداد في حسم بعض الملفات المتعلق منها بحاجات المواطنين ورواتب الموظفين، ومايسهم في حل عقد التفاوض، والمشاكل التي تعترض العلاقة بين المركز والإقليم، وهو ماترتب على جولات الحوار الأخيرة التي نتج عنها تفاهم مهم قد يفضي قريبا الى إقرار الموازنة العامة في البرلمان الفدرالي، والتي ستعود بنتائج مهمة على صعيد الإستثمار، والمضي بالمشاريع الخدمية، وتوفير الأموال اللازمة لتسديد مستحقات مشاريع عدة تحتاجها الدولة، وكذلك رواتب موظفي إقليم كردستان، ويجري الحديث عن قانون النفط والغاز الذي يمثل أهمية بالغة للطرفين وفقا لإشتراطات يرى كل طرف أنها مهمة قبل الشروع بالتصويت عليه لضمان تحقيق نقاط يعول عليها كل طرف خاصة وإن حكومة إقليم كردستان فاوضت على قانون النفط والغاز وحصة الإقليم من الموازنة، ولهذا لم يتردد الإقليم في إرسال أكثر من وفد مفاوض خلال الأشهر الماضية.
بحسب القراءات والإشارات التي ترد من بغداد وأربيل فإنه لاتوجد نية للتصعيد لاسياسيا، ولاإعلاميا، بل إن التركيز الٱن ينصب على توفير ظروف إيجابية للبرلمان الفدرالي للمضي في تشريع القوانين التي تنتظر إقرارها مع فترة هدوء سياسي، وعزم من حكومة السوداني على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية، ومنها ماأعلن عنها بنفسه في يوم أمانة بغداد على قاعدة إن مايتحقق من عناصر نهوض سياسي وإقتصادي في بغداد يعود إيجابا على أربيل التي يؤكد المسؤولون فيها إن قوة بغداد وإستقرارها في صالح الإقليم، وتوفير ضمانات نجاح السلطتين التشريعية والتنفيذية مسؤولية متقابلة أكدها رئيس إقليم كردستان السيد نيجرفان برزاني في أحدث تصريحات له في ملتقى في أربيل مثلت حالة متقدمة أشار فيها الى دعم حكومة المركز والمشاركة الفاعلة فيها من قبل وزراء كرد ضمن تشكيلة حكومة السيد السوداني الذي يبدي تفهما لمطالب حكومة الإقليم، ومايؤكد ذلك غياب لغة التصعيد والخطاب الإنفعالي بإستثناء بعض الأصوات التي تحاول خلق الأزمات، والإستفزاز المتعمد وهي محاولات تصطدم برغبة حكومتي المركز والإقليم على تجاوز العقبات، والإستمرار في التفاوض، والتفاهم على جملة من القضايا العالقة، وإيجاد الحلول لها، والتعجيل بإنجاز بعض الملفات التي تتصل بحياة الناس، وتأجيل مايمكن تأجيله منها.
مامن شك في إن هناك بعض الملفات الحساسة التي تطبع العلاقة بين المركز والإقليم، وتمثل مطالب أساسية كالمادة الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، والإدارة المشتركة لبعض المناطق، وقد كان جليا أهمية التعاون والشراكة في الملفات الصعبة خاصة المتعلق منعا بالتجاوزات الخارجية والإعتداءات بالقصف على مناطق في كردستان، وفي هذا السياق أعلن رئيس الوزراء السوداني عن نشر وحدات الشرطة الإتحادية على الحدود بالتعاون مع حكومة الإقليم مايؤشر إن النضج والمسؤولية يطبعان العلاقة بين بغداد وأربيل، وبمرور الوقت نجد إن التفاهم الجدي والتهدئة عند الضرورة أمور لاتفوت على المسؤولين من الجانبين مايبشر بعلاقة متوازنة تراعي الظروف الداخلية والخارجية، والتحديات التي يواجهها العراق والتي تؤثر في الجميع دون إستثناء، وهو مايعني إن المركز والإقليم هما أقرب الى التفاهم والشراكة منهما الى الخلاف والخصومة.