بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لا توجد ديانة في كوكب الأرض تبيح للرجل التهام زوجته، حتى الديانات الوثنية تأبى ان تصل بها الهجمية إلى هذا المستوى المتدني في سلم الإنسانية. نعم هناك ديانات هندية تقضي بدفن المرأة الحية مع زوجها الميت. وقد ارتبطت هذه العادة المخيفة بالجوانب الروحية المتعلقة بمعتقدات ما بعد الموت حيث ان النساء كن غالبا ما يرسلن إلى حتفهن لمرافقة أزواجهن أثناء الرحلة إلى عالم الأبدية. .
اما بخصوص فتاوى السماح للزوج بأكل زوجته في حال ما أصابه جوع شديد، وخاف على نفسه من الهلاك، فكانت أكذوبة اطلقها البعض فتداولها الناس على منصات التواصل. لكن الثابت لدينا ان بعض الفقهاء افتوا بأن الزوج لا يتحمل نفقات تداوي زوجته المريضة من أجرة طبيب وثمن دواء، وإنما تكون النفقة من مالها إن كان لديها مال. . وهذه ليست سنة وإنما اجتهادات البعض وآرائهم الخاصة. ومنهم من علل ذلك بأنه ليس من الحاجات الضرورية المعتادة ، بل هو أمر طارئ. .
اما أغرب الفتاوى التي سمعتها فكانت فتوى نكاح الزوجة المتوفاة للدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والتي أثارت لغطا وسخطاً كبيراً، وفتوى الشيخ عبدالباقي الزمزمي المؤيدة لجواز الاستمتاع بنكاح الزوجة بعد موتها. .
وأصدر الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فتوى تبيح عدم وجوب الدفاع عن العرض إذا ظن الزوج أنه سيُقتل على يد المعتدين، الذين يريدون الاعتداء على زوجته حفاظا على حياته، وذلك تأسيساً على فتوى للإمام العز بن عبدالسلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفاظاً للنفس من القتل. فاستنتج منها (برهامي) فتوى تسمح للرجل بخذلان زوجته والتهرب من الدفاع عنها اثناء تعرضها للاغتصاب. .
وربما نحتاج إلى مساحات كتابية واسعة لاستعراض هذه الفتاوى الشاذة والغريبة والمستهجنة، والتي يرفضها العقل والمنطق. فالكل يفتي هذه الأيام: التلميذ والمعلم والمذيع والصحفي والراقصة والطبال والسياسي والبرلماني. وقلما تجد من يتصدى لهم ويمنعهم من التمادي في هذا السلوك المنحرف. والمصيبة ان بعض المتفيقهين يسوّقون فتاواهم على عامة الناس، ويغلفونها بعبارة (حديث متواتر) من دون ان يكون هناك أي حديث من هذا النوع في صحيح مسلم أو في صحيح البخاري. .
وللحديث بقية. . .