بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
منذ زمن بعيد وحكومات بعض البلدان العربية الفاشلة تشكو من ضراوة أعداءها الوهميين، الذين لا وجود لهم على أرض الواقع، ومنذ زمن بعيد وتلك الحكومات تشكو من مؤامرات خارجية وداخلية من أجل تبرير فشلها والتغطية على ضعفها والتغاضي عن سوء ادارتهم، وتبييض سواد وجهها. ومن يتابع فضائياتهم يجدها تجتر هذه العبارات:-
- نحن نتعرض لحرب شديدة وشرسة ومستمرة وبلا هوادة. .
- نحن نتعرض لحملات تستهدف مساراتنا الوطنية ومشاريعنا الخدمية الواعدة. .
- نحن نتعرض لحصار جائر، ومخططات كونية تسعى لخنق اقتصادنا، وتعطيل برامجنا التنموية الناهضة. .
وهنا لابد من توجيه حزمة من التساؤلات للبحث عن هؤلاء الاعداء الوهميين، الذين دمروا اقتصاد البلدان العربية، وحاصروها وضيقوا الخناق عليها. . - هل جاءتكم الطعنات من البلدان المجاورة لكم ؟. .
- أم هبطت عليكم القوى الخفية القادمة من الفضاء الخارجي ؟. .
- وهل منظمة الجامعة العربية على علم بتحركات تلك القوى الوهمية ؟. .
- وأين هي مشاريعكم الإستراتيجية المزعومة. هل هي غير مرئية ؟. .
- ألا يفترض ان نتعرف على هوية المعتدي، وغاياته، ودوافعه، وأنواع أسلحته ؟. .
- الا يفترض ان نتعرف على محاور العدو القتالية، وجهده الحربي. والخنادق التي تجحفلت فيها فيالقه ؟. .
الحقيقة ان إعلام بعض البلدان العربية الفاشلة وجد ضالته هذه الأيام في خلق اعداء وهميين من وحي الخيال السياسي، وذلك بغية ترحيل الازمات الداخلية، والتنفيس عن الضغوطات المتراكمة، وإلهاء الناس والتشويش على عقولهم. في خطوات يمكن وصفها بانها أشبه بخلطة العطار القروي: ضررها كبير ونفعها قصير. .
لا شك انهم يصطنعون التهديدات الوهمية لتبرير عجزهم في مواجهة الازمات الناجمة عن قراراتهم المتخبطة، وغير المدروسة. .
حكومات تخادع نفسها، وتحاول تغطية أخطاءها، فتستعين بسياسة التبرير والتعليل. انها حكومات تعمل بلا تفكير، وتفكر بلا تدبير. وبلا وعي. وتلقي تبعات فشلها على الآخرين. .
وللحديث بقية. . .