بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
أقدمت فتاة امريكية (28 سنة) قبل ظهر يوم الاثنين الماضي الموافق 27 / 3 / 2023 على فتح نيران بندقيتها في الساعة 10:30 ضد الطلاب والمعلمين في مدرسة إبتدائية تابعة للكنيسة في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، وأسفر الحادث المؤسف عن مقتل ثلاثة طلاب، وثلاثة معلمين، وسقطت الفتاة المعتدية ميتة بعد تعرضها لوابل من نيران الشرطة الذين هرعوا إلى مسرح الحادث، وتبين ان الفتاة المعتدية كانت تعمل في تلك المدرسة. .
وفي الوقت الذي نعزي فيه ذوي الضحايا والمفجوعين، نجد انفسنا بحاجة إلى إطلاق التساؤلات التالية:-
- ماذا لو كانت الفتاة مسلمة ؟.
- وماذا لو كانت عربية أو من أصول عربية ؟.
من المؤكد ان الإعلام الغربي كله في القارة الأوروبية وامريكا الشمالية والجنوبية واستراليا يتحدث الآن عن هذه الجريمة الارهابية البشعة، ولكانت الشرطة الامريكية تداهم بيوت العرب المتواجدين في المنطقة، بيت بيت زنگة زنگة، وربما يظهر علينا بايدن بخطاب مجلجل يتوعد فيه البلدان العربية، وربما يكرر نشر صورتها وصورة خالتها وعمتها واخوانها الصغار. .
فالاعلام الغربي مشفر سياسيا وعنصريا ضد العرب، وسبق له ان استغل معظم الحوادث الارهابية السابقة للنيل منهم، ففرضوا الحصار علينا، واستنفروا قواتهم واساطيلهم في الهجوم علينا بذريعة مصادرة أسلحة التدمير الشامل التي لم يكن لها وجود، وكأن العمليات الارهابية مقتصرة على العرب فقط. .
لم تنشر الشرطة صورة الفتاة حتى الآن، لكنهم اشاروا إلى أسمها فقط (سامانثا هايد)، وهذا دليل قاطع على انها غير عربية وغير مسلمة، لانها لو كانت عربية أو مسلمة لذكروا لك أسمها وأسم عشيرتها والبلد الذي جاءت منه، ولقالوا انها تنتمي إلى التنظيمات المتطرفة، وما إلى ذلك من روايات دأبوا على نشرها عندما يكون الجاني عربي الجنسية. .
فعندما يكون الجاني عربياً يطلقون عليه (ارهابي)، اما إذا كان من جنسيات أخرى فهو في نظرهم مجنون أو مختل عقلياً أو طائش أو متهور، ثم يرسلونه إلى المصحات العقلية لتلقي العلاج قبل إيداعه السجن. .
ختاماً: لم تكن العنصريّة في أميركا مجرّد سلوك عشوائي أو عفوي، وإنما هي ثقافة سائدة تعود إلى مرحلة التأسيس، وفي أميركا كانت أبرز علامات العنصريّة في تشويه صورة الأعراق والقوميّات. .
وللحديث بقية. .