بقلم: هادي جلو مرعي ..
أن تشاهد ضباطا ورجال شرطة يشتبكون مع تجار مخدرات، أو يقتحمون وكرا لهم، وأن تستمع لحديث من طبيب، أو رجل دين، أو مسؤول أمني يشرحون مخاطر الإتجار بالمخدرات وتعاطيها، وماتسببه من هدم وتدمير لبنية المجتمع، وسبل المعالجة والتصدي المسبق واللاحق لتداعيات تلك الٱفة، فهذا أمر مألوف في المجتمعات التي تعاني منها، لكن أن تتصدى إمرأة شابة لمواجهة ذلك الخطر الداهم، وفي ظروف سياسية وأمنية وإجتماعية يشوبها التعقيد فهو أمر مثير للإهتمام والتقدير والإعجاب خاصة إذا كانت تلك الشابة من بغداد، وتمتلك الرغبة والشجاعة لتستمر في حملتها التوعوية والتنويرية لحض الشباب والفئات الإجتماعية المختلفة ليس للإبتعاد عن المخدرات فحسب، وإنما المشاركة في محاربتها والتصدي للمتاجرين بها، ودعم الذي وقعوا في فخ التعاطي ليعالجوا أنفسهم في المصحات التي تعود لوزارة الصحة العراقية حيث لايحاسب المتعاطي الذي يتوجه إليها طوعا لتلقي العلاج، ويتلقى المساعدة من المختصين والمعالجين.
إيناس كريم ذات الوجه البغدادي الجميل رئيسة منظمة نقاهة لمحاربة المخدرات تبدي إستعدادا دائما للقيام بمهمتها على أكمل وجه بالرغم من عدم حصولها على الدعم الحكومي اللازم كما هو الحال مع منظمات تعنى بالصحافة والفنون على سبيل المثال، وهي تقول: إن الجهد الأمني والإستخباري وعمل الشرطة والقضاء يمثل شكلا من أشكال الحرب على المخدرات، لكن المهم أيضا هو التوعية بمخاطرها، ومحاولة توفير الرعاية الصحية، وتقديم الإستشارة للمتعاطين الذين يملكون الرغبة في العلاج، والتخلص من الإدمان، حيث يمكن توفير جهود وأموال من خلال الإعتماد على التوعية المجتمعية، والحصول على المساندة من الشرائح الإجتماعية والمثقفين والأكاديميين الذين يشعرون بالخطر الذي يتهدد بنية المجتمع، ومستقبل الأسرة، ومخاطر تفكيكها وتدميرها حيث إن المتعاطي قد يتحول الى عنصر إجرامي، ويمارس أشكالا من الجريمة والتعدي على الناس، وعلى أهله ولايعود يحترم القانون والأعراف والأخلاق.
تركز إيناس على التوعية وتبحث في سبل نشرها على نطاق واسع، وذلك يتطلب ندوات مكثفة، وورش عمل ومطبوعات، وحديثا مستمرا مع وسائل الإعلام والناشطين والخبراء والفئات الإجتماعية المختلفة، ومن المهم للغاية التواصل مع مؤسسات الدولة. فقطاع الصحة هو المعني بالبحث عن سبل علاج مستمرة، وتقع على عاتق المؤسسة الأمنية ملاحقة الذين يتحدون القانون، ولايقيمون وزنا للإجراءات المتخذة لوقف الإتجار بالمخدرات وتعاطيها، وإيقاعهم، ومنعهم من الإستمرار في لعبة الموت التي تهدد جيل الشباب، وتشير إيناس الى دور وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي في نشر الوعي بمخاطر المخدرات وتأثيرها السلبي على المجتمع، وهذا يحتاج الى تعبئة الجماهير ووسائل الإعلام، والبحث عن المزيد من التعاون والشراكة مع منظمات مختصة، وإستشارة دائمة، ومعرفة تطورات ملف الحرب على المخدرات في العالم، فهذه الٱفة الخطيرة تنتشر على مستوى العالم، وأصبحت وسيلة للتربح عند منظمات وأشخاص وعصابات نافذة وقاتلة.