بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
في الوقت الذي نجد فيه أنفسنا مرغمين للرد على أصحاب العقول المشفرة، والخوض معهم في نقاشات عقيمة حول كروية الأرض من عدمها، وحول معتقدات الذين يظنون ان الأرض تستقر فوق قرن ثور أملس، وما إلى ذلك من أفكار بالية لم تخطر على بال علماء الفلك في الماضي البعيد: كالبيروني والفارابي والكندي والادريسي والخوارزمي. .
في هذا الوقت بالذات ونحن في خضم الرد على الخرافات التي يؤمن بها هؤلاء، تفاجئنا مختبرات بروس موراي (Bruce Murray) المتخصصة بتصوير الكواكب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، تفاجئنا بخارطة شاملة لكوكب المريخ، جمعتها من الصور التي التقطتها مركبة استكشاف المريخ المدارية التابعة لوكالة ناسا باللونين الأسود والأبيض. وقد قام فريق العمل بتطوير تلك الخارطة على مدى ست سنوات، فجمعوا حوالي 110.000 صورة لكوكب المريخ، ثم قاموا بتنظيمها بإستخدام خوارزمية معقدة، ثم أضافوا 13000 صورة إلى الخارطة، فأصبحت تغطي حوالي 270 قدماً مربعاً (25 متراً مربعاً) من سطح المريخ في كل بكسل. بعبارة أخرى: إذا تمت طباعة الخارطة، فستكون الصورة 5.7 تريليون بكسل (5.7 تيرابكسل) أكبر من ملعب كرة قدم. وباتت متاحة الآن لكل المتصفحين، وهي سهلة الاستخدام بشكل استثنائي. ما عليك سوى فتح الخارطة في متصفح الويب، ثم النقر حولها لاستكشاف مناطق مختلفة من الكوكب، ومن ثم التكبير لرؤية التفاصيل مثل مسارات الغبار المتقاطعة مع السطح والكثبان والمرتفعات والمنخفضات. .
يتيح لنا الآن برنامج (Google Maps) استكشاف ومشاهدة كوكب المريخ عن كثب، أو التجوال الافتراضي فوق سطح القمر من خلال هاتين الخدمتين:-
- جوجل المريخ Google Mars
- أو جوجل القمر Google Moon
والتي تمنحنا فرصة الاستمتاع بالمشاهدة بمنتهى الدقة، أو من خلال تقنية المسح بالأشعة تحت الحمراء، ويمكننا أيضاً مشاهدة تضاريس المريخ والقمر بشكل ثلاثي الأبعاد عن طريق تغيير الإعدادات في تطبيق جوجل (النسخة الاحترافية). .
نحن الآن في أمس الحاجة إلى توعية الناس، وتصحيح مفاهيمهم الخاطئة. .
قبل بضعة أيام سمعت أحدهم يتحدث عن سطوع نور القمر عند اكتمال البدر، ويزعم انه لا يستمد ضوءه من الشمس، وإنما يستمده من اشعة خاصة يولدها القمر بنفسه دونما حاجة للشمس. وهناك آلاف المؤمنين بتسطح الأرض وانبساطها، ومنهم من يظن ان السبب الرئيس للزلازل يعزا لعوامل خرافية مرتبطة بالعبادات الوثنية القديمة. .
العالم من حولنا يتقدم بقفزات نوعية هائلة في علوم الفضاء، بينما يصر البعض على الرجوع بنا إلى العصور المتحجرة. .
ولله في خلقه شؤون. .