بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تحوّل ميناء بورتسودان إلى حاضنة لاستقبال سفن الاجلاء، استنفرت فيها المملكة السعودية أسطولها الحربي في البحر الأحمر للقيام برحلات مكوكية بين ميناء بورتسودان وقاعدة الملك فيصل البحرية في جدة، وربما كانت السفينة (أمانة) من أكبر السفن السعودية المشاركة. واشترك معها أيضاً كل من السفينة (ينبع) والسفينة (الرياض)، والسفينة (جبيل)، والسفينة (حائل) لاجلاء الدبلوماسيين من كل الجنسيات وبلا تمييز أو فوارق.
وشاركت سفينة الدعم الفرنسية (Lorraine) بعمليات الاخلاء من الموانئ السودانية إلى الموانئ الجيبوتية. .
تبلغ المسافة بين بورتسودان وجدة حوالي 200 ميلاً بحرياً، وتستغرق 8 ساعات تقريباً. لكن اللافت للنظر هو التنظيم العالي في تنفيذ خطة الاخلاء والنقل، وفي توفير الرعاية والعناية، وفي مستوى التعامل والاحترام الذي شهد به رؤساء الدول كافة، ولفتت انتباهنا طريقة استقبال الدبلوماسيين في ميناء المغادرة، وأسلوب الترحيب بهم في ميناء الوصول. وظهر طاقم السفن بأناقتهم العسكرية، وانضباطهم في التحرك ضمن حدود الواجبات المنوطة بهم. .
وقد جرى توزيع الضيوف على الغرف والصالات، وتوفير الشراب والطعام والخدمات الفندقية الممتازة اثناء مكوثهم على ظهر السفن المكلفة بالاخلاء، ثم جرى نقلهم بعد الوصول إلى فنادق جدة للإقامة المؤقتة فيها على نفقة المملكة تمهيدا لترحيلهم إلى ديارهم. .
وكان أعضاء البعثة الدبلوماسية العراقية من بين الذين تم اجلاءهم على متن السفن السعودية. .
ختاماً: لقد سجلت البحرية السعودية انجازاً إنسانياً ودبلوماسياً وإدارياً غير مسبوق بتنفيذها خطة النقل والاخلاء بهذه الصورة الرائعة، وبهذا الأسلوب الفريد من نوعه. فاستحقوا ان نرفع لهم القبعات لما بذلوه من جهود استثنائية تميزت بالسرعة والدقة مع مراعاة عوامل السلامة والإنقاذ. .