بقلم : حيدر عبدالجبار البطاط ..
قصة قصيرة لها دلائل عظيمة…. عن عائلة تعيش في بيت كبير.. لم تجد مانعا من أن تؤجر حجرة منه.. ثم حجرة أخرى.. ثم حجرة ثالثة..
وهكذا جرى المال في يد الأسرة.. وراحت تنفقه على أشياء لا لزوم لها.. لكن المستأجرين سرعان ما ضجوا بالشكوى من قلة المياه..
فوافقت الأسرة على أن تقترض منهم لإصلاح المياه.. ثم اقترضت منهم لإصلاح شبكة الصرف.. ثم اقترضت منهم لإصلاح طرقات و الحديقة.. ولأنها عجزت عن السداد..
فقد سمحت بمزيد من الغرباء يدخلون البيت ويسكنون فيه.. ثم سمحت لهم بالسيطرة على الحديقة.. ثم تركت لهم كل البيت وسكنت فوق السطح..
ثم لم تجد مفرا من أن يعمل أفرادها في خدمة هؤلاء الغرباء.. اصبحوا خدما لهم..
وهنا صرخ الإبن الكبير:
إن هذا البيت لم يعد بيتنا.. نحن الذين أصبحنا فيه غرباء..
لكن الأب غضب بعنف على ما سمعه من ابنه..
وسارع بفتح خزانته السرية وأخرج منها ورقة قديمة تثبت أنه ورث البيت أبا عن جد…
دخل كاتب هذه القصة الى السجن بعد نشرها …
وقال المدعي العام الذي كان يحاكمه إنه كان يقصد الوطن بهذا البيت..
فابتسم الكاتب ابتسامة ساخرة وقال :-
مادمتم بهذه الفطنة فلماذا فتحتم أبواب وحجرات الوطن للغرباء حتى احتلونا بالديون و الاستثمارات الزائفة وأصبحنا نحن الغرباء رغم سندات الملكية التي نحملها ونحن سعداء؟!!