بقلم : محسن الشمري ..
في شهر اب 1996 ذهبت الى ايران عن طريق شمال العراق على امل ان احصل على فرصة للهجرة في ظل ظروف الحصار الظالم المظلم وكذلك عدم منحي جواز سفر كوني مهندس سابق في منظمة الطاقة الذرية العراقية واصدار جواز السفر يتطلب موافقة رئيس مجلس الوزراء وهذه الموافقة كانت ضرب من ضروب الخيال.
الاشخاص الذين تعهدوا بسفري الى دولة غربية كانوا يتنقلون بين سوريا وأيران وجزء منهم استقروا خارج العراق بعد احتلاله في 2003وجزء منهم اصبحوا اعضاء في البرلمان واخرون بمناصب مهمة(درجات خاصة)في الحكومة،اغلبهم اصبحوا جزء من منظومة الحكم التي جاء بها الاحتلال في2003.
سافرت الى طهران عن طريق بنجوين(في محافظة السليمانية شمال شرق الغراق)الى كرمنشاه(محافظة في شمال غرب ايران) وكان سكني في شقة قرب متنزه اسمه(بارك ملت)يقع تقريبا في منتصف شارع (ولي عصر)شمال طهران.
شارع(ولي عصر) من الشوراع المهمة في طهران ويربط وسط المدينة بالمصايف في جبال شمال ايران وكذلك يربط منبع المياه للعاصمة طهران في مصيف (دربند) وهو شارع جميل جدا ومسافته اكثر من 20كن والمتنزه(بارك ملت) ايضا معلم مهم وجميل من معالم شمال طهران.
كان راي الفريق الذي تولى موضوعي(مقابل مبلغ اتفقنا عليه مسبقا)؛بان خروجي من العراق ضروري حفاظا على سلامتي واذا نجحت قضية الهجرة فكان بها وان لم تنجح فان ايران افضل من العراق كون النظام الحاكم اسلامي.
من ناحيتي كان لي رأي يختلف تماما وتبلور عندي منذ1993، رايي كان ومازال وان شاء يبقى كذلك مابقيت الحياة ؛بان الاسلام السياسي لا يملك رؤية ناضجة لبناء دولة حديثة لانه يفتقد للمرونة في استيعاب الاراء والافكار لكل ابناء الشعب ولا يختلف الاسلام السياسي عن الشيوعية والقومية والبعث في هذه الخلل الذاتي في ادارة الشأن العام.
وجدت في تلك الفترة، بان المعمم لا يجرأ على المسير على قدميه في الشوارع المتفرعة من المحور الرئيسي لشارع(ولي عصر).
ان الاعتداء على المعمم في تفرعات المنطقة التي يمر بها شارع(ولي عصر) دليل وتاكيد على رايي من الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني.
لم تنجح محاولة هجرتي بسبب الكذب والنصب والاحتيال لدى من تولى موضوع هجرتي ورجعت الى العراق مع بداية شهر تشرين الاول 1996بعد انتهاء فترة الاقتتال بين الاخوة الكرد في شمال العراق حيث قامت ايران بدعم جهة على حساب جهة اخرى واسناد وتدخل جيش العراق مع جهة ضد جهة اخرى.