بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
اقتبست الولايات المتحدة الامريكية اسم قنبلتها الكارثية (أم القنابل) من اسم أم المعارك (Mother Of All Battles) والتي اختصروها بالاحرف (MOAB)، وهي المعركة التي خسرها صدام أمام جيوش التحالف الزاحفة نحو العراق بذريعة القضاء على اسلحة التدمير الشامل، التي كان فيها محمد البرادعي هو المحرض وهو الواشي، ولم يكن لتلك الأسلحة أي وجود على أرض الواقع. .
وشاءت الاقدار ان تتشعب استخدامات حروف (MOAB) لتمثل عبارة: (Massive Ordnance Air Blast)، وتعني: (سلاح التدمير الهوائي الشامل). ثم تشعبت استخدامات حروف (MOAB) مرة أخرى لتعبر عن قنبلة أم القنابل (Mother Of All Bombs)، والتي تطورت فيما بعد لتصبح (FOAB) وتعني: قنبلة أبو المعارك: (Father Of All Battles). .
معذرة على الاسهاب والإطالة في شرح هذه المختصرات المتقاربة في الشكل والمضمون. وسيرتكز حديثنا هنا عن قنبلة أم المعارك، التي انقطع الحديث عنها (في معظم المواقع) منذ الشهر الرابع من عام 2017. وهو اليوم الذي استخدمت فيه الولايات المتحدة هذه القتيلة ضد معسكرات طالبان في أفغانستان، والحقيقة ان الاسم التعبوي للقنبلة هو : (GBU-43 / B)، ولم تسخدمها امريكا منذ عام 2017. .
يبلغ طول القنبلة 9 أمتار، وقطرها مترا واحدا، وهي أضخم قنبلة مسيرة بالأقمار الصناعية. تلقى من الجو بنظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية، من مزلقة الشحن بطائرة نقل من طراز سي-130، وتبطئ مظلة سرعة سقوطها، وهو ما يجيز إلقاءها من ارتفاع أكبر حتى يمنح الطيار وقتا كافيا للوصول إلى مكان آمن. ويوازي وزنها وزن طائرة إف-16 مقاتلة. وتحتوي على 8480 كلغ من مادة H6 المتفجرة، التي تساوي قوة تفجير 11 طناً من مادة TNT. .
وعلى السياق نفسه أجرت الصين اختباراً ميدانياً عام 2019 لقنبلة مصممة على غرار قنبلة أم القنابل الامريكيه، وكانت تزن 9.8 طن وتشكل أضخم سلاح غير نووي. وتحوي 8480 كليوغراما من المواد المتفجرة، وتوازي قوة تفجيرها 11 طنا من مادة TNT، ويبلغ طولها 9 أمتار وقطرها متراً واحداً. صممت لتنفجر قبل ارتطامها بالأرض. ولها القدرة على تبخير الأجسام البشرية. .
وهكذا تكاثرت أمهات القنابل في شرق الأرض وغربها، لتقدم للعالم صورة مفزعة من صور الارهاب الدولي المعادي للجنس البشري. .