بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
انظروا بأنفسكم كيف يتعرض السلم العالمي للتهديد، وكيف يصبح مصير العالم (شيئا فشيئا) تحت رحمة القوى الغاشمة، فالشهادة التاريخية المتلفزة التي أدلى بها الجنرال كلارك (General Wesley Clark)، والتي دونها في كتاب من تأليفه يحمل عنوان: (The Clark Critique)، كانت بحق صورة حقيقية مرعبة للطريقة الهمجية التي يفكر بها القادة البغال في مكاتب البنتاغون. .
الجنرال كلارك قائد سابق في قوات حلف النيتو، وهو الذي أشرف على حملة طرد القوات الصربية من كوسوفو عام 1999، وكان من اقوى المرشحين لرئاسة البيت الأبيض. .
يقول كلارك: التقيت ضابطاً عسكرياً كبيراً في واشنطن في نوفمبر 2001 أخبرني أن إدارة بوش تخطط لغزو العراق أولاً قبل اتخاذ إجراءاتها الحربية التدميرية ضد سوريا ولبنان وليبيا وإيران والصومال والسودان. . دار هذا الحديث بين الجنرال كلارك والضابط الكبير في الأيام التي اعقبت هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001، أي في الحقبة التي بدأت فيها إدارة بوش تفكر بشن عدوانها على العراق بدعم من البلدان العربية، وذلك بذريعة القضاء على الدول الراعية للإرهاب، على الرغم من عدم وجود أي دليل على رعاية العراق لهجمات 11 سبتمبر على الإطلاق. .
اللافت للنظر ان الولايات المتحدة استهدفت البلدان الخطأ، وتجاهلت المصادر الحقيقية للإرهاب، فمنحتها الدعم الملموس للانتشار والتسلح في المنطقة. .
اما بخصوص خطط جورج بوش الابن لمواجهة محور الشر، فلم تكن هنالك صلات حقيقية بين العراق وايران وكوريا الشمالية. ويلقي الجنرال كلارك باللوم على اصدقاء البيت الابيض الداعمين الحقيقيين للارهاب في عموم بلدان الشرق الاوسط، ويسلط الاضواء عليها بالاسم. ويبين كيف تجاهلتها الولايات المتحدة، وكيف فسحت لها المجال في تجنيد المتطوعين للالتحاق بتنظيمات القاعدة وتنظيمات داعش. .
ويضيف كلارك: كان ينبغي على بوش أن يتخذ إجراءات وقائية أكثر، وأن يستهدف القادة المتطرفين. وكان يتعين محاربة المد السلفي الداعم للارهاب. .
اما الآن وبعد مضي عقدين من الزمان على مخططات بوش الابن لمحاربة الارهاب، فقد انتشرت معسكرات الارهاب في كل مكان، واصبحت لديها قوات ضاربة، وترسانات تعبوية ممتلئة بأخطر انواع الأسلحة الفتاكة. وتشعبت وتمددت وتوسعت بالطول والعرض برعاية دولية من اقرب حلفاء البيت الأبيض. .
ولا جدوى من الحديث في هذا الشأن بعد خراب البصرة. .