بقلم : د. ناظم الربيعي ..
يبدو أن زيارات المسؤولين وقادة الأحزاب والكتل السياسية الى المحافظات والتي هي على أشدها الآن جاءت تمهيدًا لأنتخابات مجالس المحافظات القادمة فنرى المالكي في كربلاء والعبادي في الموصل والحلبوسي في أقضية ونواحي بغداد
والخنجر في الرمادي والحكيم في كركوك وكأنهم في سباق مع الزمن لتحشيد المؤيدين لهم من أجل المشاركة الفاعلة في إنتخابات مجالس المحافظات القادمة والتي حدد المالكي موعدها اثناء خطابه الأخير يوم 2023/12/18
جاءت هذه التحركات
بعد أن شهدت الأنتخابات الأخيرة عزوفًا تامًا من قبل المواطنيين عن المشاركة بأنتخابات مجلس النواب السابق والحالي بشكل لافت للنظر
حيث لم تبلغ نسبة المشاركة فيها سوى أقل من %20
بعد أن يأس الناس من وعود تلك الأحزاب والكتل السياسية والتي لا تسمن ولاتغني من جوع جاء هذا اليأس الشديد من أفعال تلك الاحزاب ووعودها كونها غير قابلة للتطبيق ولاترى النور على أرض الواقع وتنتهي صلاحية تلك الوعود بإنتهاء موعد الأنتخابات
والسؤال المهم هو لماذا تعاد تجربة فاشلة كتجربة مجالس المحافظات ؟
والتي لم تقدم للمحافظات أي شيءٍ يذكر سوى صرف المليارات من الدنانير كرواتب لأعضاء مجالس المحافظات وحماياتهم وشراء أساطيل السيارات لهم كل ذلك من أجل تقاسم المغانم وتقسيم كعكة العقود فيما بينهم في المحافظات والتي شاب اكثرها الفساد والمفروض بهيئة النزاهة فتح ملفات تلك العقود والتدقيق فيها ومحاسبة من يقف وراءها
ولم تكتف تلك الاحزاب بالمغانم وإنما وصل الأمر بها الى تكريس مبدأ المحاصصة حتى وصلت الى تعيين المحافظين والمدراء في جميع دوائر المحافظات وفق المحاصصة الحزبية المقيتة والتي دمرت البلاد وأفقرت العباد ولم تكن تجربة مجالس المحافظات على مدى أكثر من خمسة عشرة عامًا سوى تجربة فاشلة وفق كل المقاييس
لكن الأضرار العجيب لتلك الأحزاب والكتل على إعادة هذه التجربة يدعو الى الكثير من علامات الاستفهام والتعجب
لأن معظم هذه الكتل كانت مشاركة وبشكل فاعل في هذه التجربة الفاشلة وهي وتسعى الآن من أجل زيادة نفوذها في تلك المحافظات مرة أخرى لتقاسم المغانم فيها ولا يهمها المواطن أومصالحة والدليل على ما أقول أن جميع الكتل والأحزاب الحاكمة كانت تتحكم في مجالس المحافظات فما هي المنجزات والمكاسب التي قدمتها للمحافظات والمواطنين فيها على حد سواء ؟كي يعيدو تلك التجربة
أتوقع أن أنتخابات مجالس المحافظات القادمة سوف لن تجرى في موعدها المحدد وأن المواطنيين في جميع المحافظات سوف يعزوفون عن المشاركة فيها
لانهم سأموا وملوا وعود السياسين ولم يعدوا يثقون بتلك الوعود لإنهم لا يستطيعون تطبيقها على أرض الواقع ولا أستثني من ذلك أي حزب او كتلة ولجميع المكونات والمذاهب وذلك لاختلاف المصالح فيما بينهم ولعزوف المواطنيين عن المشاركة فيها وإن غدًا لناظره لقريب.